أعلنت اللجنة الخماسية ، المكلفة بأدارة شئون أتحاد الكرة ، تعيين حسام البدري ، مديراً فنياً للمنتخب الأول.
كانت بعض الأنباء قد ترددت ، عن أسناد مهمة تدريب ، منتخب الفراعنة ، للكابتن أيهاب جلال ، المدير الفني الحالي للنادي المصري.
وصول المفاوضات إلي طريق مسدود ، وتمسك جلال ، بجهازه المعاون كاملاً ، دفع أتحاد الكرة إلي تعيين حسام البدري بدلاً منه.
وقد تم ترشيح العديد من الأسماء ، بجانب أيهاب جلال وحسام البدري ، منها حسن شحاته ، وحسام حسن.
صاحب قرار تعيين حسام البدري مديرا فنياً للمنتخب ، العديد من وجهات النظر ، ما بين مؤيد ومعارض ، لهذا القرار.
وما بين رافض تماما ، لفكرة المدرب الوطني ، وضرورة التعاقد مع مدير فني أجنبي.
فهل كان قرار أختيار البدري ، قرار صائبا من جانب مسؤولي أتحاد الكرة؟ ، وهل سينجح البدري في تلك المهمة؟
لا شك أن حسام البدري ، يعد من المدربين أصحاب الخبرة الكبيرة في مجال التدريب ، والتي أكتسبها من خلال توليه ، القيادة الفنية للنادي الأهلي.
وعمله لفترات طويلة مدربا عاما ، مع البرتغالي مانويل جوزيه ، علاوة علي فوزه بالعديد من الألقاب ، مع النادي الأحمر.
بالطبع لا يمكن أن يكون هذا مقياسا ، أو مؤشرا ، لنجاح تجربته مع المنتخب الأول.
تدريب المنتخبات ، يختلف كلية ، عن تدريب الأندية ، من حيث الظروف والمعطيات ، والتي لا تتيح للمدرب ، عمل معسكرات أعداد ، الا علي فترات متباعدة ، عكس الأندية تماماً.
كما أن المدرب يكون أكثر عرضه للضغوط الجماهيرية ، ومطالب بتحقيق نتائج أيجابية ، وأيصال فكره للاعبين خلال فترة قصيرة.
ويعد المدرب هو المسئول الأول عن أختيارات اللاعبين ، كما أنه أكثر تعرضا للأنتقادات.
كل ذلك يحتاج إلي مدرب ، صاحب فكر مختلف ، قادر علي تحقيق التجانس بين اللاعبين ، خلال مدة زمنية قصيرة.
كما أن خيارات المدرب للاعبين ، تكون في نطاق أوسع ، وتضع المدرب في مأزق كبير ، بسبب كثرة البدائل المتاحة ، وهو ما يعني ضرورة ، أختيار الأنسب ، والذي يخدم طريقة لعب المدرب.
مباريات المنتخبات تشبه إلي حد كبير مباريات الكؤوس ، والتي تحتاج إلي نوعية معينة من المدربين.
حسن شحاته ، هو أكثر من حقق أنجازات ، مع منتخب الفراعنة ، بل داخل القارة الأفريقية بأكملها.
ورغم ذلك فشل المعلم ، بشكل كبير ، مع معظم الأندية التي قام بتدريبها.
وهذا يؤكد لنا أن ليس كل مدرب ، حقق نجاحات مع أي منتخب ، قادر علي تحقيق ، نفس النجاحات مع الأندية ، والعكس صحيح.
المدرب الهولندي ، لويس فان خال ، حقق نجاحات كبيرة ، مع برشلونة الإسباني ، وأياكس أمستردام الهولندي ، وفشل بشكل كبير مع منتخب هولندا.
الإيطالي ، فابيو كابيلو ، نجح مع أندية عديدة ، مثل ريال مدريد ، ويوفنتوس ، وروما ، وأنتر ميلان ، وفشل في قيادة منتخب أنجلترا.
وعلي العكس ، فإن المدرب البرازيلي فيليب سكولاري ، نجح مع منتخبات ، كالبرازيل والبرتغال ، فشل بنسبة كبيرة ، مع معظم الأندية التي قام بتدريبها.
حسام البدري ، سبق له وأن تولي قيادة ، المنتخب الأوليمبي ، وفشل في ترك أي بصمة مع المنتخب ، فتمت أقالته سريعا ، بعد سلسة من النتائج السلبية.
فهل تعتقد أن مدرب فشل في قيادة المنتخب الأوليمبي ، قادر علي تحقيق النجاح مع المنتخب الأول؟
من خلال مشوار حسام البدري التدريبي ، علي مستوي الأندية ، لم يحقق نجاحا ملموسا ، الا مع الأهلي.
لأن كل المعطيات والعوامل المساعدة علي النجاح ، تتوافر داخل الأندية الكبيرة.
وعندما أفتقد البدري تلك العوامل داخل المريخ السوداني ، وأهلي طرابلس الليبي ، لم يحقق أي نتائج تذكر ، سوي حصوله علي الدوري السوداني مع نادي المريخ.
خلال قيادة حسام البدري ، للمنتخب الأوليمبي عام 2013 ، ودع المنتخب الأوليمبي ، بطولة الأمم الأفريقية ، تحت 23 سنة ، المؤهلة ، لاولمبياد ريو دي جانيرو ، بعد تذيل المنتخب لترتيب المجموعة ، أثر خسارة وتعادلين.
وبعد تعيين حسام البدري رسمياً ، هل يحقق النجاح مع منتخب الفراعنة؟ ، أم يكرر نفس سيناريو المنتخب الأوليمبي؟