كل أسبوع.. الإفساد في الأرض عواقبه وخيمة - ايجي سبورت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كل أسبوع.. الإفساد في الأرض عواقبه وخيمة - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 10:57 صباحاً

ايجي سبورت - المتأمل في آيات القرآن الكريم وسنة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد تحذيرا شديدا من ظاهرة خطيرة تهدد استقرار المجتمعات وسلامة الأفراد، ألا وهي الإفساد في الأرض.

وقد أكد الله تعالى في محكم تنزيله أن هذه الصفة مقيتة ومذمومة، فقال: «إن الله لا يحب المفسدين» (البقرة: 205). هذه الآية الكريمة ليست مجرد نهي، بل هي إعلان واضح عن مقت الله وبغضه لكل من يسعى إلى تخريب النظام الذي أوجده بحكمته وعدله.

والإفساد في الأرض مفهوم واسع لا يقتصر على نوع واحد من الأذى، بل يشمل كل فعل أو قول يؤدي إلى زعزعة الأمن، نشر الفساد، إلحاق الضرر بالبيئة، أو انتهاك حقوق الآخرين.

ومن أبرز صور الإفساد: الفساد المالي والإداري، مثل الرشوة، الاختلاس، الغش، والتلاعب بالأسعار، مما يؤدي إلى تضييع الحقوق، انتشار الفقر، وانهيار الثقة بين أفراد المجتمع. قال تعالى: «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل» (البقرة: 188).

ومن صوره المزعجة: الإخلال بالأمن ونشر الفوضى كقطع الطرق، الاعتداء على الأنفس والممتلكات، نشر الشائعات، والتخريب. يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

ومن صوره: التعدي على البيئة والموارد الطبيعية، مثل تلويث الماء والهواء، قطع الأشجار دون وجه حق، الإسراف في استخدام الموارد، والإضرار بالثروات الحيوانية والنباتية. قال تعالى: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها» (الأعراف: 56).

ومن أخطر أنواع الفساد ـ وربما هو سبب رئيسي في بقية الأنواع ـ الفساد الأخلاقي والاجتماعي، مثل نشر الفواحش، إشاعة البذاءة، ترويج المخدرات، والتفريق بين الناس. فهذه الأفعال تهدم منظومة القيم والأخلاق التي هي أساس أي مجتمع سليم.

ولا يظن أحد أن الإفساد في الأرض يمكن أن يمر دون عقاب، بل عقابه وعواقبه وخيمة تظهر جليا في الحياة الدنيا قبل الآخرة، ومنها نزع البركة وقلة الخير. فعندما ينتشر الفساد، تنعدم البركة من الأموال والأرزاق، ويشعر الناس بالضيق والشقاء رغم توافر الماديات.

ومنها اضطراب الأمن وانتشار الخوف، فالإفساد في الأرض يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ويصبح الناس في خوف دائم على أنفسهم وممتلكاتهم، مما يعيق عجلة التنمية والتقدم، ويؤدى لانهيار العلاقات الاجتماعية، فيولد الكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع، ويدمر روابط الثقة والتكافل، فتسود الأنانية وحب الذات.

وقد قص القرآن الكريم علينا قصص الأمم السابقة التي أفسدت في الأرض فحل بها غضب الله وعذابه، مثل أقوام عاد وثمود ولوط. قال تعالى: «فكلًّا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا» (العنكبوت: 40).

أما عاقبة الإفساد في الآخرة، وعقاب المفسدين فأشد وأبقى، فلهم السخط من الله والعقاب الأليم، لأن الآية الكريمة أوضحت أن الله لا يحب المفسدين، ومن لا يحبه الله، فمصيره إلى عذابه وسخطه. وما أشد العذاب الأليم في نار جهنم، الذى ينتظر المفسدين في الآخرة، قال تعالى: »ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى» (طه: 81)، ومن غضب الله عليه، فجزاؤه نار جهنم وبئس المصير.

والإفساد يحجب العبد عن رحمة ربه وفضله، ويجعله من الخاسرين يوم القيامة، وعليه، فيجب إن يكون كل مسلم ومسلمة من دعاة الإصلاح لا الإفساد، وأن يسعى جاهدا لنشر الخير والصلاح في مجتمعه، وأن يحارب الفساد بكل أشكاله، فصلاح الأمة يبدأ بصلاح الفرد، وكل إنسان يسهم في بناء الخير ورفعة الوطن ويحافظ على استقراره، فإنه يسعى لنيل رضا الله تعالى فى الدنيا والآخرة، وكل من يتستر على مفسد فى الأرض هو شريك له فيما يصنع، وعليه من الله ما يستحق.

اقرأ أيضاً
المفتي: القرآن لم يقتصر في خطابه على تزكية النفس بل صاغ منظومة متكاملة لبناء الإنسان

المفتي: التمسك بأحكام وحدود القرآن الكريم سبيلنا للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق