نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوجه الآخر للفنان سراج منير.. مأساة شاب أرستقراطي وقع في غرام امرأة مطلقة - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 11:17 صباحاً
ايجي سبورت - في ثلاثينيات القرن الماضي، بين مسارح القاهرة، التقى سراج منير بفتاة شركسية جميلة تُدعى أمينة شكيب (اشتهرت لاحقاً باسم ميمي شكيب)، من مواليد 25 ديسمبر 1913، ابنة مأمور شرطة حلوان، تجيد الفرنسية والإسبانية، وتمردت على أسرتها لتدخل الفن بعد وساطات من سليمان نجيب وزينب صدقي. كانت ميمي قد مرّت بتجربتي زواج فاشلتين؛ الأولى من ابن خالها شريف نجل رئيس الوزراء إسماعيل صدقي الذي هجرها وهي حامل، والثانية من رجل الأعمال جمال عزت الذي دمرت غيرةُ الزواج. التقى الاثنان أثناء العمل مع فرقة الريحاني، فاندلعت شرارة الحب بينهما، لكن عقبات اجتماعية هائلة وقفت في طريقهما .
قصة الرفض المؤلم وتدخل الريحاني
رفضت عائلة سراج الارستقراطية الزواج بحجة أن ميمي "مطلقة" وأم لابن، بينما شككت أسرة ميمي في ظروف سراج المادية، استمرت هذه المعركة سنوات، حتى تدخل نجيب الريحاني شخصياً لإقناع العائلتين، فانتهت المعارضة، وتزوج الثنائي عام 1942. قال الناقد محمود عبد الدايم عن زواجهما: "التجربة الثالثة لميمي تثبت أن الزواج يمكن أن يكون أكثر نضجاً واستقراراً، إذا قام على ثلاثية الحب والاحترام والتفاهم" .
نموذج استثائي للاستقرار
عاش الزوجان 15 عاماً في فيلا أنيقة بالقاهرة، شكلت حياتهما نموذجاً استثنائياً للاستقرار في الوسط الفني. شاركا في عشرات الأعمال معاً، من أبرزها: "بيومي أفندي" (1949)، "نشالة هانم" (1953)، "ابن ذوات"، و"كلمة الحق" (1953)، حيث جسدا أدوار الحبيبين أو الزوجين في معظمها. لكن الحياة لم تكن وردية دائماً؛ ففي 1953، أنتج سراج فيلم "حكم قراقوش" لأخيه المخرج فطين عبد الوهاب، وهي قصة وطنية تنتقد الفساد، كلفته 40 ألف جنيه، بينما لم يحقق سوى 10 آلاف، مما اضطره لرهن فيلته، وتسبب في خسائر مادية فادحة أصابته بذبحة صدرية .
40 يوما بكاء دون توقف
في 13 سبتمبر 1957، بينما كان نائماً في منزله، داهمته الذبحة الصدرية مرة أخرى، لتنهي حياته عن 53 عاماً. ترك رحيله ميمي في حالة من الصدمة؛ قضت 40 يوماً تبكي دون توقف، غير قادرة على العيش في فيلتهما التي تحوي ذكرياتهما، فانتقلت إلى شقة أخرى، وتخلصت من قطع الأثاث التي كان يفضلها، قائلة: "لم أستطع أن أعيش في الشقة التي كنا نعيش فيها معاً، كل ما فيها يُذكرني به" . لم تتزوج ميمي بعد سراج، وعاشت 26 عاماً في ظل شبح فقدانه، تدهورت صحتها النفسية، ودخلت السجن في قضية غامضة، خرجت منها مصابة بالشلل واحتباس الصوت من البكاء. في 20 مايو 1983، سقطت جثمانها من شرفة شقتها في ظروف غامضة، قيل إنها انتحاراً، لتنتهي مأساة ثنائي صنعا من الفن والحب أسطورة لا تنسى .
عائلة سراج منير
في شارع محمد علي بالقاهرة، يوم 15 يوليو 1904، ولد سراج منير عبد الوهاب حسن لعائلة أرستقراطية، والده مدير التعليم بوزارة المعارف، وشقيقاه حسن وفطين عبد الوهاب الذين سيصبحان من أبرز مخرجي السينما المصرية.
تلقى تعليمه بالمدرسة الخديوية، وانضم لفرقة التمثيل المدرسي بعد حادثة طريفة عام 1922، حين دعاه أصدقاؤه لسهرة تحولت إلى عرض مسرحي كان هو جمهوره الوحيد، فاشتعلت فيه شرارة الفن.
ألمانيا والأفلام الصامتة
سافر سراج منير لدراسة الطب في ألمانيا، لكن القدر كتب له مساراً آخر؛ إذ تعرف في أحد نوادي برلين على مخرج سينمائي ألماني فتح له أبواب التمثيل في الأفلام الصامتة، فانجذب لعالم الفن، وهجر الطب ليدرس الإخراج السينمائي مع صديقه المخرج محمد كريم .
وقبيل أسابيع من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وصلته برقية إنقاذ من فرقة رمسيس المسرحية تستدعيه لمصر، فعاد قبل أن تغلق الحدود، ويهرب من مصير آلاف المصريين الذين احتجزوا في ألمانيا ست سنوات .
الانضمام إلى فرقة يوسف وهبي
بعد عودته، عمل مترجماً في مصلحة التجارة، لكن شغفه بالتمثيل قاده لفرقة يوسف وهبي (رمسيس)، ثم الفرقة الحكومية. بدأ مشواره السينمائي عام 1930 بفيلم "زينب" الصامت أمام بهيجة حافظ، من إخراج صديقه محمد كريم. تمتع سراج بملامح أرستقراطية وصوت رخيم، فأدوار الباشوات والقضاة طغت على أعماله، لكن المخرج زكي طليمات اكتشف موهبته الكوميدية الكامنة عندما أصرّ على منحه دور "مخمخ" في أوبريت "شهرزاد"، رغم احتجاج سراج الذي اعتقد أن الدور سيحطم مكانته. نجاح الدور المفاجئ جعله أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر، وانضم لفرقة نجيب الريحاني ليصبح نداً له، وحين توفي الريحاني، قاد فرقته ليعيد لها بريقها .
0 تعليق