نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رؤساء انهزاميّون أو سَيكوباتيّون - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 10:35 صباحاً
ايجي سبورت - الاب ايلي قنبر
1. "هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس"
من أجمل ما قاله يسوع الناصريّ فينا:"أنتُم نورُ العالم. فليُضئ نورُكم للناس"... من هنا المسؤوليّة العظيمة المُلقاة على عاتقنا جرّاء تلك النعمة: "أنتم نو ر العالم"!
نحن قادرون أن نُقدّم شيئًا رائعًا وبنّاءً للعالم: النور! فهوَ مصدر الحقيقة والفرَح إذ يُبدِّد الظلمة والخوف والقلق من داخلنا، فنكون أمام إمكانيّة الاختيار، أي الحريّة. وهكذا نكون نافعين للعالم وللآخرين، بفَتح الآفاق أمامهم على إمكاناتٍ مُتاحة تحقيقًا للاستقلاليّة الذاتيّة. إنّها لَرسالة رائعة أوكلنا بها يسوع - "نور العالم.
إيماننا تأكيد على دعوتنا بأنّنا عُمّال في كرْم[ متّى 20: 1-15] الله ومعه. نحن مسؤولون عن إدارة عالمنا على ما علَّمنا يسوع يومًا:"ليأتِ ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض"، و "روحُ الربِّ عليَّ، لأنّه مسحَني لأُبشِّر المساكين"[ لوقا 4: 18]. لذا، علينا تحويل طلباتنا إلى الله برنامجَ عملٍ شخصيّ في عالمنا ولأجله. لنكون "المنارة" و"السِراج"، فـ"أنُضيء لكلّ مَن في البيت، بانيًنا عمارة الحبّ والرحمة والحدمة" [ 1 قورنتُس 10: 23].
ما تقدّم الكلام عنه ليس بالأمر اليَسير، إذ قد أَتحوَّل في غفلةٍ إلى "مِكيال"[ وِحدة قياس. اي يجب أن أحذر من وضع القياس والقواعد والقيود والأحكام كما فعل الفرِّيسيّون ومنهم مُعاصِرونا.] - حذَّر منه يسوع- يَحجب النور والرؤية، أو إلى مُطيعٍ أعمى لمجموعةٍ من القوانين والمُتَطلّبات، فأبتَلي بالتراخي وبالّلامُبالاة وبالكسَل[ السَرير، في النصّ.]، أي غياب الفِعل - مبدأً ونهجًا في الحياة - فأَستهلِك النور فيَّ حتّى النفاد.
2. "أُذكروا مدبِّريكم .. وتأمّلوا في عاقبة تصرِّفهم"...
في زمنِ الانهزاميّة والسَيكوباتيَّا [ الاعتلال أو الاضطراب النفسيّ.] لدى الرؤساء، زمَنيِّين ودينيِّين، يأتي كاتبُ الرسالة إلى العبرانيِّين لِيُلفتنا: "أُذكُروا مُدَبِّريكم الذين كلّموكم بكلمة الله تأمّلوا في عاقبة تصرِّفهم، واقتدوا بإيمانهم"(عب 13: 7). مَن هو الانهزاميّ أو المُعتَل نفسِيًّا؟ وكيف نتعرَّف إلى ذاك النوع من الرؤساء؟
الانهزاميّ ذو شخصية "تُعاني من ضعف العَزيمة وعدَم القُدرة على التخطيط"، جرّاء تربيةٍ تَسطُو عليه ولا تترُك له مجال التعبير عن رأيه صغيرًا، فيَغدو بلَا هُوِّيَّة بالغًا(ةً). هيَ شخصيّة لا طموح لها أو رغبة أو روح نضاليّة. لأنّه يعتقد أنَّ خَيارات الحياة محدودة وفُرصها قليلة جدًا، فَتَنخفض عزيمته، و"يتَحوَّل إلى إنسان روتينيّ وتقليديّ وتابِع أعمى للِظروف والمَوروثات السلبيّة المُعَرقِلة" ...
.. أمَّا المُعتَل أو المُضطرِب نفسيًّا (السَيكوباتيّ)، فهوَ غالِبًا مُتلاعب بالآخَرين لشُعوره بالتفوُّق والغُرور. مُخادع، وعنيف، وغير قادر على تكوين علاقات اجتماعيّة صحِّيِّة أو سَوِيَّة. يفتقر إلى التعاطف ويستغلّ الآخرين دون الشعور بالذَنب. وهوَ يتميَّز "بسُلوكيات مُعادية للمجتمع، وبالإخلال بقَوانين المجتمع ...
2."اذكروا مدبِّريكم"
نبدأ بمَن "كلّمونا بكلمة الله ... "(عبرانيّين 13: 7).
هل من رؤيةٍ لدَيهم نتلمّسها عبر خطٍّ بيانيّ واضح وعبر أفعالٍ تُترجمها عبر الزمن؟
هل يُخطِّطون ويُبرمجون ويُراجِعون ما يقومون به؟
كيف يتعاطون مع الوجود الكَيانيّ لرعيّتهم وكيف يُطوِّرون تمَظهُراته ليكون ذاك الوجود لُبنةً في عمارة الوطن والعالم؟
كيف يُواجهون الخرائط الراهنة لعالم يقتسمه "الوحوش البشريّة" كيفَما يحلو لهُم دون الالنفات إلى المصلحة العامّة؟
هل يُمكن أن تكون انتظاراتنا منهم واقعيّة؟
هؤلاء مُحاطون بأشخاص بِلَا قيَم، يتَحكّمون بمَفاصِل المؤسَّسات التي يُديرون ويَجنُون أموالًا طائلة على حساب "الحقّ والعدالة[ راجعوا، مثَلًا، ما يحصل حاليًّا من مجازر في المدارس حيث يُصرَف معلِّمات ومعلِّمون لأنّ "الربح التجاريّ" هو المِعيار ...] للجميع". هُم يرأسون ولا يَحكمون، يقفون مكتوفي الأيدي أمام ارتكابات الأعوان، ولا يتاثّرون بِما يُعاني منه ناسُهم ... في هذه الحالة،كيف نَذكرهم كمُدَبِّرين وهُم "يعلِكون" كلمة الله التي يحفظونها غيبًا ولا "يعملون[ "أُمّي وإخوتي هم الذيم يسمعون كلمة الله ويعملون بها".
] بها"(لوقا 8: 12). أو كيف "نتأمَّل عاقبة تصرُّفهم" التي لا تنمّ عن مسؤوليّة حقّة تجاه حقوق الناس وعدالة قضاياهم؟ أو كيف "نقتَدي بإيمانهم" وهَم في حالةٍ يصحّ فيها وصفُ إبراهيم أصلان الآتي:"أنا لا يَعنيني ما تُؤمن به، يَعنيني ما الذي يُمكن أن تَفعله بهذا الإيمان؟ تَبني أم تَهدم؟ تَظلم أم تَعدل؟ تَسلب أم تَمنح؟ تُحبّ أم تَكره؟ تُحرِّر أم تَستعبد؟"
يجب أن يُجسِّد رؤساء الكنائس وناسهم هذا التَوصيف الواقعيّ: "الكنيسة ذاتُها هي مجمعيّة[ الأب بوريس بوبرنسكوي، "تعال ايّها الروح الحقّ"، 30 تمّوز 2000.] في طبيعتها العميقة" وعلى كلّ المستَويات "وفي كلّ علاقة إنسانيّة، بقدْر ما يكون الروح القدس رابط المحبّة والسلام" بين أعضائها، وبينهم وبين سائر البشر لأنّها تتألّف منهم جميعًا (يوحنّا 17).
وفي حالة الرؤساء المدَنيِّين، الانهزام أمام "حجّة الأقوى" يسُود أيضًا وأيضًا، لأنّه "الحُكم" (القرار إذا جاز التعبير ) الأسهَل والأقلّ كلفة عليهم كَونهم صنيعة ذاك الأقوى.
أمّا الرؤساء السَيكوباتيّون، فأقوى مثَلٍ عنهم ترامب ونِتِنياهو. وبحسَب باسمة القصّاب[ كاتبة بحرينيّة، عندما تحكم السيكوباتية العالم، الأخبار، 4 تمّوز 2025.] هما "إفراز طبيعي لنظام أكبر منهما: الرأسماليّة ذاتها، في شكلها النِيوليبراليّ المتَوحّش. هذا النظام، الذي قام على نرجسيّة الإنسان الأبيض، وترسيخ أنانيّته وغُروره، ومُراكمة أرباحه، واستِغلاله للآخَر واستِخدامه، وتَشيِيء الإنسان، وتَجريد الفِعل من أيِّ ضميرٍ أخلاقيّ".
أمّا المَخرَج إلى عالمٍ يستحقّه الإنسان، فيَكمُن في تجسيد ما نطَق به الفيلسوف اليَهوديّ الشهير باروخ سْبينُوزا:
لا تَسخَر،
لا تَتحسَر،
لا تكرَه،
بل افهَم .
إنَّ أسمَى نشاط يُمكن للإنسان أن يُحقِّقه
هو التعلُّم من أجل الفَهم،
لأنَّ الفَهم هو الحُرِّيَّة".
0 تعليق