ايجي سبورت - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "إطلاق مساجد في سوريا دعوات الى الجهاد"، بعد الغارات الاسرائيلية على أهداف عدة للسلطات السورية الانتقالية أمس الاربعاء. 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح. 

الحقيقة: هذا الفيديو قديم، إذ تعود آثاره الى 6 نيسان 2015. وهو مصوّر في عدن جنوب اليمن، وفقاً لما تمّ تداوله. ويظهر مسجد الرحاب في المدينة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد مسجداً تعالى منه صوت على المكبر قائلا: "الله أكبر، حيّ على الجهاد". وقد انتشر المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "مساجد في سوريا تدعو إلى النفير العام وإعلان الجهاد"، وايضا "نداءات للجهاد في المساجد داخل سوريا. مساجد سوريا تطلب من كل من يستطيع حمل السلاح التوجه فوراً إلى مناطق التجمع القريبة".

نداءات للجهاد في المساجد داخل سوريا.

مساجد سوريا تطلب من كل من يستطيع حمل السلاح التوجه فوراً إلى مناطق التجمع القريبة. pic.twitter.com/QdotvlYdA0

— الرادع التركي 🇹🇷 (@RD_turk) July 16, 2025

أكثر من 350 قتيلا بأعمال عنف طائفية في سوريا 

جاء تداول الفيديو، في وقت قُتل أكثر من 350 شخصا منذ اندلاع أعمال العنف الطائفية في السويداء جنوب سوريا صباح الأحد 13 تموز 2025، وفقا لحصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس الأربعاء، بينما أعلنت دمشق بدء انسحاب قواتها من المحافظة إثر دعوة أميركية بهذا المعنى وغارات إسرائيلية عنيفة، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وأحصى المرصد مقتل 79 مقاتلا درزيا و55 مدنيا، مقابل 189 قتيلا من القوات الحكومية إضافة إلى 18 مسلحا من البدو في أعمال عنف طائفية، ومقتل 15 عنصرا من القوات الحكومية جراء الغارات الإسرائيلية.

وجاء إعلان دمشق بدء انسحاب قواتها من المحافظة بعدما أشارت وزارة الداخلية مساء الأربعاء إلى التوصّل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضمّ 14 بندا، ينصّ أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.

والأربعاء، شنّ الجيش الإسرائيلي ضربات على مقر رئاسة الأركان في دمشق وعلى "هدف عسكري" في محيط القصر الرئاسي، وأفادت السلطات السورية بسقوط ثلاثة قتلى.

وقال مصدر عسكري في وزارة الداخلية السورية إن القصف طاول "محيط مطار المزة" حيث هناك "بعض مستودعات الذخيرة".

وانتشرت مقاطع خلال الساعات الماضية لتجمعات شعبية في

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكلّ هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يقودنا الى خيوط توصلنا اليه منشوراً في حساب حسان الحارثي Hassan Al Harthy في يوتيوب، في 6 نيسان 2015، مع تعليق: "مساجد عدن ترفع الأذان بحي على الجهاد... بعد قصف الحوثيين لمنازل السكان".

لقطة من الفيديو المنشور في حساب Hassan Al Harthy في يوتيوب، في 6 نيسان 2025

والمسجد الظاهر في الفيديو هو مسجد الرحاب في عدن، وفقاً لما يبيّنه بحث معمق. وقد أمكن العثور على صور مماثلة له منشورة في صفحة Aden city في الفايسبوك، خلال الاعوام الماضية، بينما نشرت مشاهد له في 2 نيسان 2015، بعد تعرّضه لـ"قصف من الحوثيين". ويمكن العثور على صور أخرى له في خرائط غوغل. كذلك، نشرت له صور في مواقع اخبارية، لا سيما يمنية، من دون تحديد اسمه. 

الخميس 2 نيسان 2025، وجّه عناصر من القاعدة نداء عبر المساجد (منطقة المكلا جنوب شرق اليمن) "للجهاد ضد الروافض والحوثيين"، بينما كان الحوثيون يحاولون السيطرة على عدن، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وفي عدن، أرغمت الغارات الليلية المكثفة للتحالف العربي الحوثيين على الانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه عصر الخميس، اثر معارك اتسمت بالعنف. وانسحب الحوثيون باتجاه حي خور مكسر المجاور.

وبعد سيطرة الحوثيين على القصر، وهو آخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعا لهم، اندلعت اشتباكات مع "اللجان الشعبية" المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقالت مصادر عسكرية ان الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في الاحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلا من سفن حربية تابعة للتحالف العربي.

وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لانزال اسلحة وذخائر، بينها بنادق كلاشنيكوف واخرى قناصة ومعدات اتصالات في مرفأ عدن، بحسب مصدر في المرفأ. واضاف ان التحالف ارسل مواد تموينية وادوية الى عدن عبر قوارب وليس بواسطة مظلات كما كان اعلن في وقت سابق.

وانسحب المقاتلون الحوثيون من منطقة وسط مدينة عدن، الجمعة 3 منه، بعد اشتباكات مع المقاومة الشعبية المشكلة من مسلحين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.  

وأكدت تقارير واردة من عدن يومذاك أن مآذن مساجد منطقة خورمكسر في المدينة رفعت لمدة ساعة ليل الاثنين 13 منه الأصوات لدعوة  الحوثيين الى تسليم أنفسهم وأسلحتهم مقابل "الأمان والعهد" بألا يصيبهم أي مكروه.

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "مساجد في سوريا تدعو الى الجهاد"، بعد الغارات الاسرائيلية على أهداف عدة للسلطات السورية الانتقالية أمس الاربعاء. في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، إذ تعود آثاره الى 6 نيسان 2015. وهو مصوّر في عدن جنوب اليمن، وفقاً لما تمّ تداوله. ويظهر مسجد الرحاب في المدينة.