نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين غيوكيرس وأبو علي... حين يتجاوز الطموح حدود الاحتراف - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 04:18 مساءً
ايجي سبورت - مع التطوّرات السريعة في عالم كرة القدم الحديثة وتحوّلها إلى صناعة ضخمة تحكمها لغة المال، أصبح اللاعب سلعة يُزايد عليها في سوق مفتوحة، ويفوز بها من يدفع أكثر.
تراجعت فكرة "الانتماء" بشكل واضح، وباتت المصالح الفردية هي المحرّك الأول، سواء لدى الأندية أو لدى اللاعبين؛ فلم يعد كثير من اللاعبين يضعون الولاء للنادي ضمن أولوياتهم، بل يبحثون فقط عن العرض الأفضل، بينما تحرص الأندية في المقابل على تعظيم أرباحها عند بيع لاعبيها.
وسط هذا الواقع الجديد، أصبح من الطبيعي أن يطمح اللاعب للانتقال إلى أندية كبرى أو خوض تجارب في دوريات أكثر تنافسية، بل وحتى قبول اللعب للغريم المباشر أحياناً، ما دام العرض مغرياً، وهو ما يُعرف بعصر "الاحتراف"؛ ذلك المفهوم الذي يستخدمه الجميع، ولكن يفسّره كل طرف بحسب مصلحته الخاصة.
هنا تظهر حالتان تستحقان التوقف عندهما: السويدي فيكتور غيوكيرس مهاجم سبورتينغ لشبونة، والفلسطيني وسام أبو علي مهاجم الأهلي المصري. كلاهما يتحدثان بلغة "الاحتراف"، لكنّ تصرّفاتهما تضع علامات استفهام حول مدى التزامهما الفعلي بمعنى الاحتراف الحقيقي.
قدّم غيوكيرس، أحد أبرز المهاجمين في أوروبا حالياً، مواسم رائعة مع سبورتينغ جعله محط أنظار أندية النخبة، وعلى رأسها أرسنال. وفي الوقت الذي أبدى النادي البرتغالي مرونة في فتح باب التفاوض، اشترط مبلغاً لا يقلّ عن 80 مليون يورو. لكنّ اللاعب لم ينتظر التفاوض، وقرّر الضغط على ناديه عبر الغياب عن التدريبات وعدم الالتحاق بمعسكر الإعداد، في خطوة قرأها كثيرون كتمرّد صريح.
في المقابل، تلقى وسام أبو علي، أحد أبرز المهاجمين في الأهلي خلال الفترة الأخيرة، عروضاً مغرية، أبرزها عرض أميركي. ورغم أنّ الأهلي لم يُغلق الباب أمام بيعه، فإنه طلب 10 ملايين دولار للموافقة على رحيله. ردّ وسام بطريقة مشابهة حيث تظاهر بالإصابة، ورفض الخضوع للفحوص الطبية، وامتنع عن الانضمام إلى التدريبات أو السفر إلى معسكر الفريق.
وسام أبو علي. (إكس)
ما يجمع اللاعبين ليس فقط التصرّفات المتشابهة، بل أيضاً أنّ كليهما مرتبط بعقد طويل الأمد مع ناديه (غيوكيرس حتى 2028، ووسام حتى 2029)، مما يجعل موقف الأندية قانونياً سليماً، ومطالبها المالية مبرّرة. ومع ذلك، اختار اللاعبان كسر قواعد الالتزام بحجة الطموح الشخصي؛ فالاحتراف لا يعني التمرّد، واللاعب المحترف الحقيقي يعرف أنّ الطريق إلى الرحيل المشروع تبدأ من الالتزام، لا التمرّد ولا الهرب.
0 تعليق