من أبو شباب إلى حنيدق.. أذرع إسرائيل المسلحة تهدد سيادة حماس في غزة - ايجي سبورت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من أبو شباب إلى حنيدق.. أذرع إسرائيل المسلحة تهدد سيادة حماس في غزة - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 05:29 مساءً

ايجي سبورت - خلال 18 عاماً من سيطرتها على قطاع غزة، واجهت حركة حماس تحديات داخلية متعددة، من الصراع مع فتح إلى مواجهة الجماعات السلفية، نجحت في إخمادها بقوة الحديد والنار.

 لكن المشهد في غزة اليوم، بعد 21 شهراً من الحرب الإسرائيلية المدمرة، يقدم تحديا وجودياً مختلفاً بظهور مجموعات مسلحة مناوئة تستغل فراغ السلطة والفوضى الإنسانية لزرع بذور التمرد، بعضها بدعم إسرائيلي صريح، وبعضها الآخر مدفوع بخلافات عشائرية أو ثأر شخصي، في ظاهرة هي الأبرز منذ سيطرة الحركة على القطاع عام 2007.

أبو شباب.. الوجه المسلح

يقود أبو شباب مجموعة أطلق عليها اسم "القوات الشعبية"، تتألف من عشرات المسلحين بأسلحة خفيفة، وتتمركز في مدينة رفح الجنوبية التي تسيطر إسرائيل على معظمها، ما يثير الريبة هو مسار أبو شباب نفسه، كرجل غير معروف سابقاً في الأوساط السياسية أو المقاومة، فيما اعتقلته أجهزة أمن حماس سابقاً بتهم جنائية، لكنه  تحول فجأة إلى قائد مسلح بعدما قاد عمليات نهب منهجية لشاحنات المساعدات الإنسانية بالقرب من المناطق التي تعمل فيها القوات الإسرائيلية، ثم حصل على حماية إسرائيلية بعد ملاحقة حماس له.

لم يقتصر نشاط أبو شباب على السرقة؛ فقد قاد في يونيو الماضي هجوماً مسلحاً استمر ثلاثة أيام على مجمع ناصر الطبي في خان يونس بالتعاون مع أفراد من عشيرة "بربخ"،مما دفع "غرفة العمليات المشتركة" لفصائل غزة إلى إهدار دمه ووصفه بـ"الخائن والعميل لإسرائيل". 

ورغم محدودية تهديده العسكري المباشر لحماس، إلا أن ظهوره يمثل اختراقاً في البيئة الأمنية لغزة، خاصة مع محاولاته التوسع جغرافياً ونشر دعايته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الخيوط الإسرائيلية

تكرس إسرائيل جهوداً استخباراتية وإعلامية لتضخيم ظاهرة التمرد ضد حماس، في خان يونس، روّجت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية لوجود مجموعة مماثلة بقيادة شخص يدعى ياسر حنيدق، لكن الأخير سرعان ما ظهر في فيديو ينفي هذه الادعاءات، مؤكداً أنه يحمل السلاح لأسباب ثأرية عائلية بحتة، وهي الحادثة التي تكشف نمطاً واضحاً من محاولات إسرائيلية لاستغلال الخلافات الشخصية والجرائم الجنائية لتصويرها كتمرد منظم ضد حكم حماس، سواء عبر تجنيد فعلي أو عبر الحرب النفسية .

الأمر لا يقف عند التضليل الإعلامي؛ فقد حاولت إسرائيل بشكل ممنهج شراء ولاء شيوخ عشائر في منطقتي الصبرة والعطاطرة شمال غزة ورفح، بهدف إنشاء "سلطات محلية بديلة" تشرف على الأمن وتوزيع الغذاء في مناطقها، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد تحذيرات حماس الصارمة، حيث أعدمت الحركة في مايو الماضي ثلاثة من "الوجهاء" المتعاونين مع الاحتلال، ورغم ذلك، يعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن دعم هذه المجموعات جزء من استراتيجية "اليوم التالي" للحرب، بتوصية مباشرة من جهاز "الشاباك".

عصابات الفوضى

في دير البلح، ظهرت مجموعتان أخريان تنسبان إلى عشيرتي "أبو خماش" و"أبو مغصيب"، تخصصتا في نهب شاحنات المساعدات الإنسانية وتهريبها إلى السوق السوداء بمناطق قريبة من التواجد العسكري الإسرائيلي. في الرابع من يوليو، نفذت حماس إعدامات ميدانية لعناصر من هذه المجموعات بعد اختطافهم من مناطق "محمية إسرائيلياً"، مما أثار انتقاماً من عشيرة أبو مغيصب التي حاصرت مستشفى شهداء الأقصى. هذه الحوادث تعكس تفاقم الفوضى الأمنية التي سمحت بظهور كيانات مسلحة صغيرة تعمل كـ"مافيات محلية".

أما في حي الشجاعية بغزة، فتتركز الأنظار على مجموعة صغيرة بقيادة رامي حلس، الذي تتهمه حماس بالتعاون مع "الشاباك" في كشف أنشطة المقاومة وتفكيك العبوات الناسفة واغتيال عناصرها. رغم نفي عشيرته لهذه الاتهامات، تؤكد مصادر محلية أن حلس كان معتقلاً سابقاً لدى أجهزة حماس، مما يشير إلى خلفية عدائية شخصية قد تكون وقوداً للتحدي الحالي.

التاريخ يعيد نفسه

شكلت حماس وحدات أمنية متخصصة لمواجهة هذه الموجة الجديدة تجمع بين عناصر من أجهزتها "الحكومية والعسكرية والتنظيمية"، تركز على ملاحقة المتعاونين مع إسرائيل وعصابات النهب، وتخطط لضربات أوسع "حال حدوث هدنة"، وفق مصادر الحركة. 

هذه الاستجابة تستحضر تجارب سابقة، مثل حملاتها الوحشية ضد جماعات سلفية متطرفة كـ"جند أنصار الله" عام 2009، والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً خلال يومين 5، أو قمعها لاحتجاجات 2019 ضد تردي الأوضاع المعيشية، حيث تعرض نشطاء وصحفيون للضرب والاعتقال.

لكن الفارق اليوم هو السياق حيث حرب مدمرة شتتت مؤسسات حماس، وخلقت فوضى معيشية غير مسبوقة، وأتاحت لإسرائيل فرصة ذهبية لزرع بذور الفتنة، ومع ذلك، يبدو المشروع الإسرائيلي لخلق "بدائل محلية" فاشلاً حتى الآن؛ فالمجموعات المناوئة لا تتجاوز أعضاؤها بضع عشرات، وقادتها "بلا وزن تنظيمي أو عشائري"، كما أن عرض أبو شباب "الآمن" لعودة النازحين لخيامهم في رفح لم يلقَ أي تجاوز شعبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق