نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رجل بقلب أبيض ووجه من نور.. سيرة النقاء في زمن الطيبين - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 11:03 مساءً
- ايجي سبورت في قرية المناشلة الوادعة بين جبال الباحة ولد سعد بن أحمد بن عبد الرحمن عام 1350هـ ليكون الابن الوحيد لوالدته والنبض الذي حمل لها معنى الأمومة بكل تفاصيلها. نشأ أبيض الوجه كما القلب صافي السريرة يحمل بين طيات ملامحه هدوء الجبال ودفء البسطاء.
تعلم أولى حروفه في رحاب الشيخ ابن ناصر ثم التحق بمدرسة الظفير النظامية عام 1361هـ حيث تتلمذ على يد الأستاذ عبد الحي كمال وهناك غرس في داخله حب المعرفة. لكنه سرعان ما عاد إلى حضن الحياة العملية يرافق والده في التجارة ويطوف الأسواق معتمداً على نفسه في سن مبكرة يتعلم من التجربة أكثر مما تعلّمه الفصول.
في مرحلة لاحقة شد الرحال إلى شركة أرامكو حيث قضى سنتين ونصف ناجحاً في عمله قبل أن تستعيده رغبة والده إلى أرض الباحة. وهناك بإشارة من الشيخ سعد المليص عاد إلى مقاعد الدراسة ليكمل مسيرته وينطلق بعدها معلماً في مدرسة بني كبير حاملاً نور العلم ورسالة التعليم.
سعد بن أحمد لم يكن معلماً فحسب بل كان ساعياً في دروب الدعوة دارساً لعلوم العقيدة والفقه.
في بلجرشي حمل راية التعليم الديني في متوسطة غامد ثم انتقل إلى إدارة مدرسة الصديق الابتدائية وهناك كتب فصلاً مميزاً في سجل الإنجازات حيث جمعت المدرسة تحت قيادته كؤوس التفوق في الرياضة والثقافة والفن في عام واحد. لم يكن مديراً إدارياً بقدر ما كان أباً راعياً يتابع الأنشطة بنفسه ويدعمها من ماله الخاص.
ثم انتقل إلى جدة ليواصل مسيرته التربوية متنقلاً بين إدارة المشتريات وتعليم المدارس قبل أن يتقاعد بهدوء يشبه صمته الجميل. لكن عطاءه لم يتوقف فقد كان عوناً للأرامل والمسنين يستضيفهم ويكمل أوراقهم ويذهب معهم للمستشفيات ويسعى لتسجيلهم في الضمان الاجتماعي وكأن قلبه مساحة رحبة لكل محتاج.
وكان في صلة الرحم آية لا يفرق بين صغير وكبير ولا يغيب عن مناسبة، يزور المرضى يواسي الحزانى ويهنئ الفرحين، و إذا غاب أحد عن المشهد كان هو أول السائلين.
بنى مسجداً لوالديه، وكانت حياته سلسلة من أعمال الخير التي لم يبحث فيها عن ضوء أو ثناء.
هو الرجل الذي ظل أبيض القلب في كل منعطف وظل وجهه يحمل طهر الصادقين، أب لتسعة من الأبناء والبنات، ومربٍ لأجيال، ويد لا تعرف التردد حين تناديها حاجة الناس.
إنه سعد بن أحمد، سيرة من نور في زمن نحتاج فيه إلى أمثاله ليذكرنا أن الطيبين لا يرحلون بل يظلون في ذاكرة الأرض ما بقي الوفاء.
رحم الله سعد بن أحمد فقد مضى بجسده وبقي أثره الطيب شاهداً على نقاء قلبه وصدق عطائه.
نسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى ويجزيه عن بره وعطائه خير الجزاء.
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : رجل بقلب أبيض ووجه من نور.. سيرة النقاء في زمن الطيبين - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 11:03 مساءً
0 تعليق