وقفُ السماء لبنان - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وقفُ السماء لبنان - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 10:03 صباحاً

ايجي سبورت -  ريمي الحويك

 

 

 إننا مصنوعون من مادة الأحلام نفسها... مصنوعون من النسيج ذاته الذي تُنسج منه الأحلام، وحياتُنا الضئيلة مكتظّة بحلم"، عبارات شكسبيرية من مسرحية "العاصفة"، لكنها، بقدر ما هي أدبٌ عالمي، تصفنا نحن اللبنانيين بدقة مذهلة، وكأنها كُتبت لأجلنا.
لبنان ليس تفصيلاً على هامش الخرائط، بل قصيدة محفورة في لُبّ الشرق، حالة وجوديّة لا تُشبه سواها، لا تتكرّر، لا تُستنسخ، ولا تُختصر في جغرافيا.

 

 

 

اللبناني إنسانٌ بِرُتبةِ شرف، يحلم لا ليهرب من الواقع، بل ليُبدّده ويعيد خلقه على طريقته. يحمل في قلبه قنبلة من نور، وفي عينيه محيط من الأمل لا يجفّ.
اللبناني مبدع بالفطرة، مُدمن على الأمل، جوهره غير ماديّ، حضوره غير عبثي، وتاريخه غير قابل للطمس، عنيدٌ في كرامته، وعزيز النفس حتى في الهزيمة؛ هو كالحلم، لا يُرى تمامًا، لكنّه يُستشعر في كل شيء.
من جبيل، حيث الأبجدية خرجت من رحم الحجارة، إلى ميّاس، حيث الجسد اللبناني يتمايل على أنغام المجد، لبنان لا يحتاج اعترافاً من أحد، بل العالم هو من يحتاجه. فكرُه لا يُستنسخ، وصوتُه لا يُقلّد، وأحلامه لا تموت.
ورغم هذا، يعود البعض اليوم ليُعيد نغمةً رخوة، يتحدّث عن ضمّ لبنان إلى بلاد الشام، كأن الوطن يمكن أن يُوهَب، أو يُلحَق، أو يُسلَّم كوثيقةٍ في درج سياسي مغلق.

أيّها العابثون بالهوية،
لبنان ليس بضاعةً في مزاد التاريخ، ولا ممراً في مشروع توسّع أو خرائط أحلام الآخرين.
لبنان ملكُ الله وأمانة في أعناق أبنائه وحصنُ كرامتهم.
لبنان وطنٌ لا يُضمّ، لأنه ليس ناقصاً ولا تابعاً ولا مُفرغاً.
نحن لسنا مزيجاً ولا ظلاً لأحد، نحن القمحة الكاملة.
جوهرة بلاد الشام؟ نعم.
لكننا لسنا حجراً في تاج سواه، نحن المنارة الأصلية والنور الأوّل.
بيروت، المدينة التي قال عنها نزار قباني"كأنها مصنوعة من ضوء"، لم تكن سوى تجلٍّ للأرض عندما تقع في حبّ الشعر.
وكما وصفتها ناديا تويني بأنّها "الملاذ الأخير في الشرق، حيث يمكن للإنسان أن يرتدي النور".
وبيروت هي الحلم الذي ألهَمَ، هي الجوهرة التي رآها حاكم دبي في خياله، فصنع دبي.
رغم النزيف والضغط والانهيارات، ما زلنا نحلم ونحتفل وننهض، من أعياد بيروت إلى بيت الدين، من بعلبك إلى جبيل، من الأرز إلى عاليه، كل مهرجان هو إعلان عن أننا ما زلنا هنا، لا نُنزل الستار على أحلامنا، ولا نفرّط بهويتنا.
لبنان هو ملحُ الأرض، وإن فسد الملح، فَسدت الأرض.
 لبنان ليس صفحةً تُطوى في كتاب أحد، بل فصلٌ خالدٌ في كتاب الحياة وسطره الأخير.
 من اخترع الأبجدية له وحده حقّ توقيع الصفحة الأخيرة.
من اخترع الأبجدية لا يوقّع على صكوك التنازل.
من بدأ الحكاية لا يُشطب من نهايتها.
من علّمكم كيف تُكتب الأسماء لا يُمحَ اسمه بممحاة مصالحكم.
من أضاء الحرف الأول لا يعش في ظل أحد.
من غرس الحرف في تربة الحضارة لا يقتلعه أحد من أرضه.
نحن أبناء الكلمة الأولى ولسنا صدى لكلمات الآخرين،
في كل لغة روح لبنانية، وفي كل حرف ظلّ منّا.
نحن أبناء الحرف، وحراس الحلم، وإمضاؤنا واحد،
منذ الأزل، وإلى الأبد
"لبنان مش للبيع"

 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق