في ظل التغيرات المناخية واشتداد الحرارة في كثير من مناطق العالم، يبحث المسافرون عن وجهات تجمع بين جمال الطبيعة واعتدال الطقس. في العالم العربي، وعلى الرغم من السمعة العامة بكونه حارًا وجافًا، إلا أن هناك عددًا من الوجهات التي تتميز بمناخ لطيف على مدار العام أو في مواسم معينة، ما يجعلها مثالية للاستجمام أو المغامرة أو حتى السياحة الثقافية. هذه الأماكن تقدم للمسافر تجربة عربية أصيلة، دون عناء درجات الحرارة المرتفعة، وتُعد خيارًا ذكيًا لكل من يبحث عن الراحة والهدوء في بيئة طبيعية أو حضرية معتدلة.

صلالة – عُمان: خريف استثنائي وسط الخُضرة والضباب

في أقصى جنوب سلطنة عُمان، تتربع مدينة صلالة كإحدى أندر الظواهر المناخية في شبه الجزيرة العربية، حيث تشهد فصل "الخريف" الذي يمتد من يونيو حتى سبتمبر، وتتساقط فيه الأمطار الخفيفة وتغطي الضبابية الجبال والسهول. تتحول صلالة في هذه الفترة إلى واحة خضراء تزدهر فيها الأشجار وتتفجر الينابيع، وتكون درجات الحرارة معتدلة بشكل لافت مقارنة ببقية الخليج. يمكن للزائر الاستمتاع بالطبيعة في وادي دربات أو شلالات عين صحلنوت، أو التنزه بين مزارع النارجيل والموز. صلالة وجهة نادرة في عالمها المناخي، ما يجعلها مقصدًا سياحيًا رئيسيًا في فصل الصيف تحديدًا.

أبها – السعودية: مصيف الجبال وسحر الضباب

أبها، عروس الجنوب السعودي، تتميز بموقعها الجبلي المرتفع فوق جبال السروات، ما يمنحها مناخًا معتدلًا طوال الصيف، بل وباردًا نسبيًا في الشتاء. المدينة ومحيطها الأخضر يوفران ملاذًا مثاليًا للهروب من حرارة المدن الكبرى. يمكن زيارة متنزه السودة والاستمتاع بالإطلالات البانورامية والغابات الكثيفة، أو استكشاف القرى القديمة والأسواق الشعبية التي تعكس التراث العسيري. كما تُقام في أبها فعاليات فنية وثقافية ضمن موسم صيفي حافل، ما يجعلها مزيجًا فريدًا من الطبيعة والمجتمع الحيوي.

شفشاون – المغرب: مدينة زرقاء بطقس عليل

تقع مدينة شفشاون في شمال المغرب بين جبال الريف، وتتميز بمناخ معتدل نسبيًا على مدار السنة، خصوصًا في فصلي الربيع والخريف. المدينة المعروفة بأزقتها الزرقاء ومنحدراتها الجبلية الساحرة، تُعد من الوجهات المفضلة لعشاق الهدوء والتصوير. الطقس اللطيف فيها يعزز من تجربة المشي والاستكشاف، سواء داخل المدينة القديمة أو في الطبيعة المحيطة مثل شلالات أقشور أو غابات بوهاشم. شفشاون ليست فقط جميلة في مظهرها، بل أيضًا مريحة في مناخها، ما يجعلها من أفضل الوجهات العربية للباحثين عن طقس معتدل وهواء نقي.

في النهاية، لا يشترط الاستمتاع بعطلة عربية أن يكون تحت أشعة الشمس الحارقة، فهناك وجهات مدهشة تتمتع بطقس مريح وتجربة سياحية لا تقل روعة عن أي مكان في العالم. وبين الجبال والوديان، أو المدن التاريخية، يمكن لعشاق الاعتدال أن يجدوا في العالم العربي خيارات مثالية للهروب من الحرّ والاستمتاع بجمال الطبيعة والثقافة في آن واحد.