نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في سوريا... مستشفى السويداء تحوّل "مقبرة جماعية" - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 07:44 مساءً
ايجي سبورت - تروي ربى التي تعمل ضمن الفريق الطبي في مستشفى السويداء الحكومي في جنوب سوريا، باكية، كيف تحوّل مكان عملها "مقبرة جماعية"، مناشدة أن تمدّ يد المساعدة لهم بعد أيام طويلة من دون نوم.
واستقبل هذا المستشفى وهو المؤسسة الطبية الوحيدة التي بالكاد لا تزال تعمل في المدينة ذات الغالبية الدرزية، أكثر من 400 جثة منذ الاثنين، وفقا للطبيب العامل في المستشفى ونقيب أطباء السويداء عمر عبيد.
وقال عبيد لوكالة فرانس برس: "الجثث في الشوارع والبرادات لم تعد تتسع، الجثث انتفخت... بالتأكيد هناك أكثر من 400 شهيد ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين".
اندلعت الاشتباكات الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزيا وأعقبتها عمليات خطف متبادلة.
ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.
واتهم المرصد السوري والفصائل الدرزية وشهود القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات في مدينة السويداء بعيد انتشارها فيها الثلاثاء.
وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس.
في أروقة المستشفى، تنبعث رائحة كريهة من الجثث المكدّسة والمنتفخة والتي تبدّدت ملامح بعضها، كما شاهد مراسل فرانس برس في المكان.
يجهد الفريق الطبي من أطباء وممرضين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، لتقديم العلاج للجرحى الذين ما زالوا يتدفقون إليهم، منهم من تمدّد في الأروقة بانتظار دوره في تلقي العلاج.
وتقول ربى العاملة في المستشفى، مفضلة عدم الكشف عن اسمها كاملا: "الباقون اليوم في المستشفى هم تسعة عاملين، بين ممرضين وأطباء، لكل المستشفى، لا ينامون".
جثث ضحايا في السويداء (ا ف ب)
"لا ماء"
وتكمل ربى: "الوضع سيء جدا (...) لا ماء ولا كهرباء... والأدوية بدأت تنقص كثيرا".
وتضيف بصوت مرتجف: "هناك أشخاص لا يزالون في بيوتهم منذ ثلاثة أيام ولم يستطع أحد أن يسعفهم". وتكمل: "هناك جثث كثيرة في الشوارع لم يتمكن أحد من أن ينتشلها. أمس (الخميس) وصلت خمس سيارات كبيرة ممتلئة بالجثث" إلى المستشفى.
وتتابع الشابة بتأثّر: "هناك نساء وأطفال وأشخاص مجهولو الهوية، هناك أشلاء من أقدام أو أياد".
ودعت الأمم المتحدة الجمعة إلى وقف "سفك الدماء" في سوريا، مطالبة بـ"تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين" عن هذه الانتهاكات، في وقت أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 600 شخص خلال أيّام.
وأفاد نقيب الأطباء عمر عبيد بأن ثلاثة من زملائه قتلوا في أعمال العنف في مدينة السويداء أحدهم قتل "في بيته، دخلوا عليه، وأعدموه أمام أهله"، فيما قتلت أخرى برصاص قناص في سيارتها بعدما عبرت حاجزا للأمن، أمام زوجها وأولادها.
والطبيب الثالث وهو جراح يدعى طلعت عامر قتل الثلاثاء صباحا، مرتديا زيّه الأزرق، خلال توجهه إلى عمله "ليقوم بواجبه"، كما روى عبيد.
وقال: "أطلقوا النار عليه في رأسه ثم اتصلوا بزوجته... قالوا لها: زوجك كان يرتدي بدلة زرقاء... لقد باتت حمراء الآن".
0 تعليق