ايجي سبورت - أشادت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، بموقف وزارة الخارجية المصرية الرافض لأي تغيير ديموغرافي في رفح عبر إقامة "مدينة الخيام"، أو ما يُعرف إعلاميًا بـ «المنطقة الآمنة المؤقتة»، ورحبت بموقف القاهرة الداعي إلى احترام وحدة الأراضي الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

وجاء الموقف المصري الحازم ردًا على تصريحات إسرائيلية غير رسمية وتسريبات إعلامية تحدثت عن خطط لإقامة هذه "المدينة"، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وتعطيل دخول المساعدات ومنع عودة النازحين إلى مناطقهم المدمرة شمال القطاع.

تجويع ممنهج

اتهمت حشد (هيئة دولية لحماية حقوق الإنسان في فلسطين ورصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي) في بيان رسمي حصلت «الأسبوع» على نسخة منه، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتجويع ممنهج بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، في اليوم الـ651 من العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، محذرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من 90% من السكان.

وشددت الهيئة أن الاحتلال لا يكتفي بمنع المساعدات، بل يستهدف المدنيين بشكل مباشر عند مراكز توزيع الغذاء، كما حدث في استهداف مدرسة أبو حلو بمخيم البريج، ما أسفر عن استشهاد 4 مدنيين كانوا قد لجأوا إليها هربًا من القصف، واستهداف عناصر تأمين المساعدات شمالي القطاع، حيث استشهد 8 مدنيين آخرين.

استهداف دور العبادة

وأدانت "حشد" استهداف الاحتلال لكنيسة العائلة المقدسة (دير اللاتين) في مدينة غزة، التي كانت تؤوي أكثر من 600 نازح، من بينهم 54 من ذوي الإعاقة. وأدى القصف المدفعي إلى استشهاد 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين، من بينهم راعي الكنيسة الأب غابرييل رومانيللي، في انتهاك صارخ للحماية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني لدور العبادة.

وكانت قوات الاحتلال قد استهدفت سابقًا كنيسة القديس برفيريوس بتاريخ 19 أكتوبر 2023، وهي ثالث أقدم الكنائس في العالم، إضافة إلى تدمير جزئي لكنيستين أخريين، وتدمير كلي أو جزئي لنحو 1000 مسجد في غزة، بحسب البيان.

المجاعة والأمراض

وأكدت الهيئة أن غزة تمر بمرحلة حرجة من المجاعة الكاملة، نتيجة استخدام الاحتلال سلاح التجويع ومنع دخول المساعدات، وإغلاق المعابر منذ 2 مارس 2025، ما أدى إلى انهيار القدرة المحلية على إنتاج الغذاء. ووثقت الهيئة وفاة 69 طفلًا جراء الجوع، كان آخرهم الطفلة سناء اللحام (عام ونصف)، ووفاة 620 مريضًا بسبب نقص الغذاء والدواء.

كما رصدت وزارة الصحة 17 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال، في ظل الانهيار شبه الكامل للمستشفيات ونقص الأدوية، والمكملات الغذائية، وحليب الأطفال، وغياب الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

وأشارت الوزارة إلى انتشار أمراض خطيرة مرتبطة بسوء التغذية، بينها الشحوب، والانهاك، وانخفاض الوزن، ما دفع عشرات الآلاف من المواطنين للتوجه يوميًا إلى المستشفيات في حالات حرجة.

انتهاكات ضد الأسرى

من جهتها، اعتبرت الهيئة تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، التي عبّر فيها عن "فخره بتجويع الأسرى"، بمثابة اعتراف رسمي بارتكاب جرائم ضد الأسرى الفلسطينيين، مطالبة بمحاسبته دوليًا. وكشفت الهيئة عن استشهاد 78 أسيرًا في سجون الاحتلال منذ أكتوبر 2023، كان آخرهم الأسير سمير محمد الرفاعي (53 عامًا) من جنين، والذي توفي نتيجة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.

وبحسب البيان، نفذت سلطات الاحتلال أكثر من 18 ألف حالة اعتقال تعسفي، شملت 560 سيدة و1، 450 طفلًا و3، 629 معتقلًا إداريًا، وسط استمرار جرائم الإخفاء القسري والحرمان من الحقوق، خاصة بحق أسرى قطاع غزة.

نكبة جديدة

وحذرت "حشد" من سياسات إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه عبر التجويع، القتل الجماعي، وتدمير البنية التحتية، بهدف فرض تهجير قسري باتجاه الجنوب، حيث يجري إعداد معسكرات احتجاز تمهيدًا لما وصفته الهيئة بـ “نكبة فلسطينية جديدة".

وأكدت الهيئة أن أعداد الشهداء ارتفعت إلى 58، 667 والإصابات إلى 139، 974 منذ بدء العدوان، بينهم 94 شهيدًا و367 جريحًا خلال 24 ساعة فقط، من ضمنهم 26 مدنيًا استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات "الأميركية الإسرائيلية"، ما رفع حصيلة من يُعرفون بـ “شهداء لقمة العيش" إلى 877 شهيدًا و5، 666 جريحًا.

الحماية الدولية

ثمنت الهيئة قرار المحكمة الجنائية الدولية برفض إلغاء مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو و يوآف غالانت (وزير الدفاع الإسرائيلي السابق)، ودعت إلى توسيع التحقيقات وإصدار مذكرات جديدة بحق قادة الاحتلال.

كما رحبت الهيئة بقرارات مؤتمر مجموعة لاهاي في بوغوتا، الذي شاركت فيه 30 دولة، وخرج بتوصيات قانونية ودبلوماسية لضمان محاسبة إسرائيل وفرض عقوبات دولية شاملة عليها، بما في ذلك وقف تصدير السلاح والدعم العسكري.

مطالب عاجلة

وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بتحرك دولي عاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة وفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.ودعت إلى إعلان قطاع غزة منطقة مجاعة عبر الأمم المتحدة، وتفعيل مبدأ الحماية الدولية. وتشكيل بعثة حماية دولية بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن آلية "متحدون من أجل السلام".

كما طالبت بدعم مسارات المحاسبة الدولية لقادة الاحتلال بموجب اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية وضمان حرية عمل المنظمات الإنسانية، وخاصة وكالة "الأونروا"، والتصدي لمخططات التهجير والتغيير الديمغرافي.