تحذير : مخطط الارهابي نتنياهو للتفتيت .. والمنطقة على شفا الهاوية - ايجي سبورت

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحذير : مخطط الارهابي نتنياهو للتفتيت .. والمنطقة على شفا الهاوية - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 يوليو 2025 10:38 صباحاً

ايجي سبورت -  

 

في لحظة تاريخية حرجة، تتكشف أمام أعيننا معالم "فكر جنوني" يجتاح المنطقة، بقيادة رئيس الوزراء الكيان الصهيونيي الارهابي نتنياهو، وهو ليس مجرد تصريحات متطرفة، بل مخطط جيوسياسي خطير في طور التنفيذ، يهدد وجود ومستقبل كل دولة عربية دون استثناء. ما يحدث في جنوب سوريا، تحديداً في السويداء، ليس مجرد صراع محلي، بل هو نموذج مصغر لما ينتظرنا جميعاً إذا لم نستفق.

ما نشهده اليوم ليس مجرد سلسلة من الاشتباكات المعزولة أو اضطرابات داخل دول عربية مجاورة، بل محطات مخطط لها بعناية في مشروع تفتيت إقليمي كبير، يستهدف الهيكل الجيوسياسي للعالم العربي برمته، من المحيط الى الخليج.

محطات المخطط المتسارعة

غزة (7 أكتوبر وما بعده): البوابة التي فتحت شهية التوسع والعدوان غير المحدود تحت شعار "الأمن".

لبنان: مسرح متواصل للتهديد والعدوان، تستنزف فيه المقاومة وتستهدف السيادة.

إيران: الهدف الاستراتيجي الكبير، حيث تسعى الكيان الصهيوني لتحجيم نفوذها وضرب قدراتها، والمحطة ما زالت مفتوحة للتصعيد.

الأردن وتركيا: مستهدفتان بشكل مباشر ضمن الرؤية الكيان الصهيونيية لإعادة رسم خريطة القوة في المنطقة.

دول الخليج العربي أمام مفترق طرق: إما البقاء في حالة الرفاه والانقياد التام، أو مواجهة تهديدات صلبة تستهدف استقراره ومكانته وثروته.

مصر: مستهدفة رغم كامب ديفيد، فالمخطط يتجاوز الورق إلى تغيير الوقائع على الأرض.

سوريا: القلب النابض للمخطط حالياً : هنا يجري اختبار النموذج الأكثر خطورة: تفكيك سوريا بوابةً لـ 'ممر داوود' الصهيوني، الذي يربط الجولان المحتل بالخليج عبر درعا والسويداء (عُقدته الحيوية) والتنف إلى كردستان العراق، لتحويل الكيان المحتل إلى مركز طاقة وتجارة عالمي على أنقاض الأمة."

السويداء: النموذج الحي لمستقبلنا المظلم

تصريحات الارهابي نتنياهو المتبجحة عن "انسحاب الجيش السوري من السويداء بالقوة" (التي يدعيها لنفسه) رسالة واضحة: لا حرمة لأي حدود، ولا قدسية لأي معاهدة سلام، ولا وزن لأي علاقات مع أمريكا، إذا تعارضت مع رغبات الكيان الصهيوني.

ما يحدث في السويداء هو التجسيد العملي للفكر الصهيونيي الذي يصرح به الارهابي نتنياهو دون مواربة: "السلام بالقوة، الهدوء بالقوة، الأمن بالقوة". أهدافه واضحة:

1. تفتيت الدول: تحويل سوريا (ونموذجها لغيرها) إلى كانتونات طائفية وإثنية متناحرة (الدروز، الأكراد...إلخ)، دولة هشة لا تقوى على الدفاع عن نفسها ولا على اتخاذ قرار مستقل. هذا هو "الأمن المزعوم" للكيان الصهيوني للقرن الحادي والعشرين: منطقة عربية ممزقة، عاجزة عن التعبئة، أو الحشد، أو المواجهة، أو حتى إبداء رأي مستقل.

2. التغيير الديمغرافي والتهجير: استهداف السويداء لتصبح "منطقة منزوعة السلاح" وخالية من العرب فعلياً، بدعم حركات نزوح مثلما حدث مع عشائر البادية، واستثمار الكيان الصهيوني الطويل في استقطاب فئات معينة (كالحالة الدرزية) وتوظيف زعامات متواطئة (كمثل الشيخ حكمت الهجري) لتعطيل مؤسسات الدولة وإفشال الاتفاقيات والترويج لمشاريع انفصالية بضمانات الكيان الصهيونيية.

3. التحكم بالمقدرات: دولة مركزية ضعيفة في دمشق يعني سهولة التحكم الالكيان الصهيونيي بمستقبل سوريا عبر وكلاء داخليين يخدمون أجندات خارجية على حساب المصلحة الوطنية.

الصورة الكارثية: فكر هتلري في القرن الحادي والعشرين

لا مبالغة في القول إن منطق الارهابي نتنياهو الاستعلائي، القائم على فرض "الأمن الالكيان الصهيونيي" بالقوة العسكرية والتفتيت الداخلي للدول المجاورة، يذكرنا بأسوأ ما في الفكر التوسعي العنصري الذي شهده التاريخ. نجاحه في سوريا سيكون إيذاناً بتصدير النموذج.

البيانات المشتركة.. هل تكفي؟

إن البيان المشتركة الذي صدر عن السعودية وقطر والإمارات والبحرين وعُمان والكويت والأردن والعراق ولبنان ومصر وتركيا، والذي أدان الاعتداءات الالكيان الصهيونيية ورفض التدخلات الخارجية في سوريا، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه غير كافٍ أبداً في مواجهة آلة دمار وتفتيت تعمل ليل نهار. الجناة على الأبواب، والكلام الرصين لن يصد عدواناً.

إصدار بيانات مشتركة هى خطوة معنوية، لكنها غير كافية بالمطلق. الطوفان الالكيان الصهيونيي لا يوقفه إلا تحرك استباقي مسؤول، يتجاوز الخطوط الدبلوماسية إلى الفعل الإقليمي الفاعل.

فكما أن النار لا تُطفأ بالبيانات، فإن العدوان لا يُرد بالتصريحات، بل بالتحالفات الحقيقية، والقوة الرادعة، والتحرك الشعبي العربي الذي لطالما كان حصن الأمة ودرعها.

خيارات العرب: الاستسلام أو المواجهة

أمام قادة وشعوب الأمة خيارات محدودة:

1. خيار التكلفة القصيرة المدى: التحرك العربي الحاسم، الموحد، والقوي. دعم سوريا المركزية الموحدة ليس شأناً سورياً فقط، بل هو خط الدفاع الأول عن بقية الأقطار العربية. وقف المخطط في سوريا هو حماية للأردن ولبنان ومصر والخليج. هذا يتطلب شجاعة سياسية غير مسبوقة، واستعداداً لتحمل غضب واشنطن إذا لزم الأمر. "صحيح أمريكا ستغضب وليكن الطوفان". يجب تشكيل جبهة عربية-تركية فاعلة لمواجهة الأطماع الالكيان الصهيونيية في سوريا والمنطقة.

2. خيار التكلفة الطويلة المدى (الكارثي): التفرج والاستسلام. الرضوخ للابتزاز الالكيان الصهيونيي تحت شعار الحفاظ على الرفاهية أو تجنب الغضب الأمريكي. هذا الخيار يعني ببساطة تسليم مصير الأمة للإرهابي نتنياهو ومشروعه التفتيتي. سيكون ثمنه تفكيك الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وتهجير الشعوب، وفقدان السيادة نهائياً، وضمان "أمن" الكيان الصهيوني على حساب دمارنا.

3. السلام لم يعد يحمينا.. ولا أمريكا شفيعة :كل ما كنا نعوّل عليه – معاهدات السلام، العلاقات الاستراتيجية مع الغرب، الخطوط الحمراء الدولية – انهار أمام مشروع الهيمنة الإسرائيلية. الارهابي نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، لا يرى في القوانين الدولية سوى عوائق يجب تجاوزها، وكما اسلفت يعتقد أن "القرن 21 يجب أن يكون قرن أمن إسرائيل المطلق"، حتى ولو على أنقاض عواصمنا.

الوقت ليس في صالحنا:

ما يجري ليس صدفة أو رد فعل عابر. إنه تفكير استراتيجي جنوني، لكنه مدروس وممول ومسلح، وهو يتحرك بسرعة. السويداء اليوم، وغداً قد تكون محافظة في العراق او السعودية أو مصر أو ضاحية من دول الخليج. التهديد حقيقي وشامل.

المستقبل العربي على المحك:

تبقى الشعوب – بوعيها ويقظتها – هي الأمل الوحيد في كبح جماح هذا المشروع. من الضروري أن ترتفع أصوات النخب والمفكرين والإعلاميين والسياسيين لفضح هذا الجنون الالكيان الصهيونيي الذي ينفذ أمام أعين الجميع.

فما يجري الآن ليس "تهديدا عاديا"، بل إعادة ترسيم شامل لخارطة العالم العربي بيد الارهابي نتنياهو، وكما اسلفت على طريقة هتلر في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية .. فهل من يقرأ التاريخ قبل أن يُعاد علينا؟!

النداء الأخير: قبل أن يتحول التحذير إلى نعي...

يا قادة الأمة، يا شعوب الأمة: الخطر داهم. كفى بيانات تتصدّر الصحف ثم تختفي. كفى صمتاً مطبقاً. الوضع يستصرخ الفعل. إن إنقاذ سوريا من التفتيت هو إنقاذ لأنفسنا. التوحد هو السلاح الوحيد في مواجهة هذا المشروع التدميري. التاريخ لن يرحم من يقف متفرجاً وهو يرى جناة الليل يدقّون أبواب قصورنا وبيوتنا. المواجهة شاقة، لكن ثمن الاستسلام أفدح.

باحث ومخطط استراتيجي - الاردن


قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : تحذير : مخطط الارهابي نتنياهو للتفتيت .. والمنطقة على شفا الهاوية - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 يوليو 2025 10:38 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق