يوكي أُوغورا: رسامة الـ105 سنوات - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوكي أُوغورا: رسامة الـ105 سنوات - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 يوليو 2025 10:55 صباحاً

ايجي سبورت - كأَنما كان طبيعيًّا لديها أَن تعيش 105 سنوات. أُوغورا يوكي Ogura Yuki (1895 - 2000) كانت ظاهرةً في اليابان، لا بطول عمرها بل بشغفها في الرسم حتى أَسابيعها الأَخيرة، في عافية ورغبة وحماسة نادرة. 
هنا لمحة وجيزة عنها.

تقنية تقليدية ورؤْية معاصرة
أَبرز ما في نتاجها تركَّزَ على رسم النساء الجميلات بتقنية الـ"بيجين غا" (نمط ياباني شعبي انطلق في القرن السابع عشر تواصل حتى نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر، وهو الرسم على القماش أَو على أَلواح خشبية رقيقة صغيرة).
ولدَت في الأَول من آذار/مارس 1895 في جزيرة هونشو، على حدود كيوتو، أَيام حكْم الأَمبراطور موتسوهيتو (امتدَّ من 1868 حتى 1912)، وهي فترة تميَّزت في اليابان بتحوُّلات جذرية في بُنْيَتِها الاجتماعية والسياسية، وبنهاية فترة الانعزال وبداية الانفتاح والحداثة. تلقَّت دروسها الأُولى بين 1913 و1917 في مدرسة نارا للبنات (لاحقًا أَصبحت جامعة نارا للبنات)، وفيها درَّسَت بعد تخرُّجها مادة الأَدب الياباني.

 

ظلَّت ترسم حتى أَيامها الأَخيرة

 

الرسم هدفها الأَول
ميلُها إِلى الرسم دفعها سنة 1920 إِلى دراسته لدى الرسام الياباني القدير ياسودا يوكيهيكو (1884-1978)، وهو درَّبَها على تيارات طبيعية رائدة. هكذا راحت ترسم بأُسلوب الـ"نيهونغا" (استخدام الريشات والزيوت والأَدوات اليابانية البدائية التقليدية، لا الغربية المعاصرة). وهكذا اختارت إِحدى لوحاتها مؤَسسةُ "نيهون" للفنون سنة 1926، فكانت تلك بداية شهرتِها وطنيًّا. عندئذ اتخذت لها محترفًا في كاماكورا (مدينة عند ضفة المحيط الهادئ، على نحو 50 كلم جنوبي غربي طوكيو).
ظلَّت على إِيمانها بأُسلوب الـ"نيهونغا"، راسمةً به صورًا ومشاهد من الطبيعة الصامتة والأَزهار ولقطات من الحياة العائلية ووجوه النساء الجميلات. وبين 1950 و1960 وضعَت رسومًا كثيرة بأَحجام كبيرة لأَعضاء أُسرتها وبعض أَصدقائها. وأَخذت تتضح طريقتها بالجمْع بين احترام التيار الـ"نيهونغي" والرسم التقليدي الياباني مع بعض الإِطلالات على الحداثة في المواضيع والتأْليف والأُسلوب، فخرجَت أَعمالُها هادئةً، ملوَّنةً، نابضة بالحركة والحياة.

 

ملصق لأَعمال يوكي أُوغورا

ملصق لأَعمال يوكي أُوغورا

 

جوائز وتكريمات
نالت أَول جائزة على فنها سنة 1926 من معرض أَكاديميا اليابان للفنون الجميلة، وكانت أَول سيدة عضو في تلك الأَكاديميا سنة 1932. وأَخذت تشتهر من يومها رائدة الرسامات اليابانيات في عصرها.
سنة 1932 تزوَّجت من تيتسُوكي أُوغورا، وانتقل الزوجان إِلى كاماكورا (مدينة بَحرية جنوب طوكيو). 
كرَّمتها جامعة نارا للبنات بجعل ستائر المسرح تحمل لوحة يوكي "تَفَتُّح الزهر"، وصالة الرياضة في مدرسة شيغا بجعل الستائر تحمل إِحدى لوحات يوكي. 
وتقديرًا عملَها الريادي، ضمَّتها "الأَكاديميا اليابانية للفنون" عضوًا فيها سنة 1976، ثم انتخبتْها رئيستها الفخرية، ومنحتْها سنة 1978 وسام الاستحقاق الثقافي، واختارتْها الأَكاديميا رئيسة مجلس الأُمناء بين 1990 و1996. وسنة 1980 كانت (بعد الرسامة اليابانية أُومورا شُوِيْن) ثاني سيدة تنال "وسام الثقافة".

 

لقطة من الشارع الياباني

لقطة من الشارع الياباني

 

صورة مجتمعها 
تتميَّز لوحاتها بحرارة إِنسانية جذَبَت إِليها جمهورًا عريضًا. وهذا ما جعل لوحاتها تستقطب هواة الفن في المزادات الفنية، خصوصًا تلك المرسومة بعد الحرب العالَمية الثانية، لأَنها عكست المتغيرات الحاصلة في المجتمع الياباني بعد تلك الحرب. وهي التي شقت طريقًا للفن النسوي الياباني إِلى أُوروبا في مطلع القرن العشرين. فهي حافظت على الخط التقليدي، إِنما جدَّدت في الأُسلوب نحو المعاصرة المتقدمة، حتى باتت، إِلى حد بعيد، قريبة من بيكاسو وهنري ماتيس.
سنة 1999 أَقامت معرضًا فرديًّا في باريس، وهي في عامها الرابع بعد المئة. وكانت في بُنْيةٍ عادية لكنها انهارت صحيًا بعدذاك وتوفيَت في 23 تموز/يوليو 2000 عن 105 سنوات على سرير منزلها في كاماكورا.
هي رعشة الفن المقدسة تجعل العمر يمر بالمبدع ويحمله إِلى الخلود.

 

تَرسُم قرفُصائيًّا (1948)

تَرسُم قرفُصائيًّا (1948)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق