نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران تتشدّد تصعيداً وكذلك الحزب - ايجي سبورت, اليوم الأحد 13 يوليو 2025 09:49 صباحاً
ايجي سبورت - يواكب " حزب الله" استعادة إيران لهجة التصعيد إزاء شروط المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية برفع لهجة التصعيد إزاء نزع أو تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية. ومع أن الموفد الأميركي توماس براك أصرّ كما يصر مسؤولون أميركيون كثر على عدم ربط موضوع نزع سلاح الحزب بالمفاوضات مع إيران، وهو قدّم مقاربة مهمة جدّاً تقر بلبنانية الحزب، فإن أوساطاً سياسية لبنانية لا تجاري الموقف الأميركي حول عزل مواقف الحزب وتشدّده عن المواقف الإيرانية.
ففي الوقت الذي أقرّ برّاك أن التوقيت الراهن مهم نتيجة إضعاف إيران بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية على منشآتها النووية وبعد إضعاف الحزب بالحرب مع إسرائيل، فإن جزءاً كبيراً من احتمال إبداء الحزب تعاونه مع الدولة اللبنانية لنزع سلاحه وفق ما وافق عليه في اتفاق وقف النار وأكثر وفق ما تطالب به راهناً الولايات المتحدة سيعد إقراراً من إيران ومعها الحزب بالهزيمة فيما ان سردية كل منهما ازاء الهزيمة والانتصار مختلفة. فايران اضعفت في شكل كبير ولا تزال وفق مصادر ديبلوماسية تواجه مخاطر داخلية كبيرة في ظل عدم قدرتها على الوصول الى منشآتها النووية لتقدير حجم الاضرار فعليا، لكنها تقاوم بقوة فكرة العودة الى طاولة المفاوضات بموافقتها على صفر تخصيب على اراضيها حتى مع فقدانها ورقة الدعم الروسي الذي يعد الداعم الرئيسي لإيران دبلوماسياً في ملفها النووي منذ سنوات حين كانت تتحدث روسيا علناً عن حق إيران في التخصيب،قبل ان يبدل الرئيس الروسي موقفه ويقول انه لا يريد أن تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم على اراضيها.
وايا تكن خلفيات موقف هذا الاخير المتصلة باوكرانيا والموقف الاميركي المستجد من استمرار مد اوكرانيا بالمساعدات العسكرية، فان الموقف الروسي يضعف الموقف الايراني. ولذلك هناك ثمة اقتناع بانه ما لم تتحرك الامور ايجابا مع ايران التي يعتقد انها تشددت حيال ما تبقى من اوراقها الاقليمية لا سيما ازاء ملف نزع سلاح الحزب بما يعنيه ذلك من تغيير لطبيعته وايدلوجيته ، لن تتحرك الامور ايجابا بالنسبة الى قدرة الدولة اللبنانية على مقاربة هذا الموضوع الذي تأخرت فيه واثارت حتى الان احباطا كبيرا داخليا سبق كل الدخول الاميركي بورقة افكار لنزع سلاح الحزب.
وحتى الان عدت مقاربة براك الذي لوح بها بعصا غليظة جدا تتصل بـ"خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرّك بيروت لمعالجة مخزونات أسلحة الحزب، بأن لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلا فقد يواجه تهديدًا وجوديًا معتبرا ان " إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام من جديد"، مستخدمًا الاسم التاريخي للمنطقة السورية ، نقطة خطيرة ولو انه سعى الى تصويب ذلك او التخفيف من وطأته بقوله انه لم يسع الى تهديد لبنان . فالنقاط التي اثارها جدية ومن الاحتمالات التي لا تغادر اللبنانيين . وهو بعدما غادر بيروت، كشف عن المقلب الاخر من تصريحاته الديبلوماسية المراعية جدا والتي اعطت دفعا للسلطة ، لا سيما عندما صرّح بأن لبنان يواجه تهديدات وجودية (هذا صحيح)، وخاصةً اندماجه في بلاد الشام.
قد يكون السبب هو الضغط على اللبنانيين، أو ربما فصل مُحدّث من نهج دين براون بشأن لبنان عام 1976. لا شيء مُشجع، والبعض من الديبلوماسيين تساءل من الأنسب لنا كموفد اميركي مورغان أورتاغوس أم توماس براك علما ان كل الكلام الديبلوماسي الهادىء الذي طبع مواقفه في بيروت لم يحل دون اعتبار هؤلاء الديبلوماسيين ان اسلوب الرجل مختلف ولكن المضمون واحد بين الموفدين الاميركيين وكل الزوار الاميركيين على اي مستوى حول ضرورة تحرك لبنان في شكل عاجل وعدم التباطوء الذي ينعكس سلبا على لبنان.
وهذه النقطة المتعلقة بالتحرك العاجل الذي تريده واشنطن ايضا لاعتباراتها الخاصة يخشى انها لن توفره ايران ولا الحزب للولايات المتحدة ليس فقط من اجل عدم اعطائها الانتصار الذي تريده ، بل وفي ظل التهديد بان هناك مهلة زمنية مرتبطة بعد امتلاك الرئيس الاميركي دونالد ترامب الصبر للاستمرار في محاولة انجاح المسعى الاميركي تحت وطأة ترك لبنان لمصيره ، فان لهذه النقطة وجهين: الاول ان لبنان قد يخسر الوساطة او الرعاية الاميركية من اجل الضغط لانسحاب اسرائيل من لبنان في وقت تفتقد اي من الدول الصديقة هذه القدرة في اقناع اسرائيل او الضغط عليها . وثانيا ان ايران والحزب قد يستفيدان من انسحاب الولايات المتحدة او تراجعها من اجل تثبيت " انتصار الجزب " بتراجع اميركا من جهة ونجاحه في ذلك واحتمال توظيف ايران ذلك من اجل تثبيت قدرتها في اعادة السيطرة على القرار اللبناني فيما ان هذا القرار متعثر ومتردد في مقاربة اشد حزما ازاء الحزب وسلاحه.
فيما ان لا مصلحة للبنان بانسحاب الولايات المتحدة من رعاية اتفاق يؤدي الى سحب اسرائيل قواتها من لبنان ولا مصلحة للحزب كذلك في ظل اختلاف المقاربات بين 1983 والظروف الراهنة . ولكن كما يرفع الحزب سقوفه التفاوضية وفق ما اعتبر الموفد الاميركي، كذلك تفعل الولايات المتحدة في الوقت الذي وان بدت الدولة اللبنانية حتى الان لاعبا اساسيا ، وقد اسكرتها اشادة الموفد الاميركي بها على قاعدة اعطائها دفعا في وجه منتقديها المزايدين عليها في شكل خاص وكذلك ازاء الحزب ومنطقه التهديدي الذي خففت مواقف براك من غلوائه ، ولكن الخشية ان تكون لاعبا سلبيا في ظل طغيان لغة الحزب وخطابه ومفاخرة بتبني الدولة لمقاربته وتهديده للبنانيين كذلك في الوقت نفسه، الامر الذي لا يحظى باي رد فعل رسمي على اي مستوى كان لجهة ضبط الخطاب الداخلي وادارته.
0 تعليق