نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأقصر: أكبر متحف مفتوح للآثار الفرعونية - ايجي سبورت, اليوم السبت 12 يوليو 2025 08:16 صباحاً
ايجي سبورت - تقف مدينة الأقصر على ضفاف نهر النيل في صعيد مصر كواحدة من أعظم مدن التاريخ الإنساني، وكنز أثري حي يعكس روعة الحضارة الفرعونية. ما من مدينة في العالم تضاهي الأقصر في كثافة الآثار والنقوش والمعابد التي تروي قصص آلاف السنين من المجد والعبقرية المعمارية. إنها ليست مجرد مدينة سياحية، بل متحف مفتوح في الهواء الطلق، حيث يلتقي الزائر بتاريخ الفراعنة في كل زاوية، ويشعر بعبق الحضارة من أول لحظة تطأ فيها قدماه أرضها.
معابد الكرنك والأقصر: سطور من المجد المحفور في الحجر
لا يمكن زيارة الأقصر دون المرور بمعابدها الشهيرة التي كانت تُعد مراكز دينية وعلمية وسياسية في زمن الفراعنة. معبد الكرنك، الذي يُعد من أضخم المجمعات الدينية في العالم، يضم مجموعة هائلة من الأعمدة والبوابات والتماثيل الضخمة، التي شُيدت على مدار قرون من عهد ملوك الدولة الوسطى وحتى العصر البطلمي. التجول في صالة الأعمدة الكبرى داخل الكرنك يشبه السير في غابة حجرية تنبض بالتاريخ والعظمة.
على مسافة قريبة، يقع معبد الأقصر الذي لا يقل روعة، وكان مخصصًا لثالوث طيبة المقدس. يربط بين المعبدين طريق الكباش الشهير الذي يمتد بطول 2.7 كيلومتر، وقد أُعيد افتتاحه ليُصبح ممرًا سياحيًا فريدًا يحاكي الطقوس الملكية القديمة. كل حجر في هذه المنطقة ينطق بحكاية، وكل جدار يحمل نقوشًا توثق حياة الملوك والآلهة والاحتفالات.
وادي الملوك ووادي الملكات: أسرار الموتى وعظمة الخلود
على الضفة الغربية من النيل، يكمن عالم آخر من الدهشة في "وادي الملوك" و"وادي الملكات"، حيث حُفرت مقابر ملوك وملكات الفراعنة في قلب الصخور بعيدًا عن أعين اللصوص. أشهر هذه المقابر مقبرة توت عنخ آمون التي تم اكتشافها كاملة عام 1922، ولاتزال محتوياتها تُعرض حتى اليوم لتُدهش العالم بتفاصيلها ودقتها.
أما وادي الملكات، فقد خُصص لدفن زوجات الملوك وأفراد العائلة المالكة، وتُعد مقبرة الملكة نفرتاري من أجمل وأغنى المقابر بالألوان والنقوش، حتى أنها توصف بأنها "أجمل مقبرة في مصر". زيارة هذه المواقع ليست مجرد مشاهدة، بل غوص في أسرار المعتقدات المصرية القديمة حول الموت والبعث والحياة الأبدية.
الحياة الحديثة في مدينة فرعونية
رغم أنها مدينة آثار، فإن الأقصر اليوم تمزج الماضي بالحاضر، وتوفر للزوار تجربة متكاملة تشمل الفنادق المطلة على النيل، والجولات النيلية بالمراكب التقليدية، والأسواق المحلية التي تعج بالحرف اليدوية والتوابل والعطور. يمكن للزائر أن يستمتع بركوب المناطيد الهوائية فجرًا، ومشاهدة المدينة من الأعلى، حيث تظهر المعابد والمزارع والقرى في مشهد بانورامي لا يُنسى.
كما أن الفعاليات الثقافية مثل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والمبادرات التوعوية لحفظ التراث، تجعل من المدينة مركزًا حيًا للتفاعل بين الثقافة القديمة والحديثة. إن الأقصر لا تُختصر في الآثار فقط، بل هي مدينة نابضة بالحياة تحتفظ بهويتها وتستقبل زوارها بابتسامة أهلها وكرمهم.
في النهاية، تبقى الأقصر أكثر من مجرد وجهة سياحية، فهي شهادة حية على حضارة تركت بصمتها على العالم، ومتحفًا مفتوحًا لا سقف له، يدعو كل من يزوره إلى إعادة اكتشاف التاريخ والدهشة في كل خطوة.
0 تعليق