- ايجي سبورت أكدت مصادر طبية أن الوضع الصحي للفنان لطفي لبيب مستقر نسبيًا لكنه لا يزال تحت الملاحظة الدقيقة، مع منع الزيارات عنه حاليًا لضرورات علاجية، بعد نقله إلى العناية المركزة بأحد بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية. 

وتعقّدت حالته الصحية نتيجة مضاعفات ناجمة عن عملية استئصال ورم سرطاني في الحنجرة أجراها الشهر الماضي، إضافة إلى تأثيرات جلطة دماغية قديمة أصابته عام 2017 وأدت إلى شلل جزئي في جانبه الأيس، فيما أشار مدير أعماله، محمد الديب، إلى أن لبيب “غير قادر على الكلام حاليًا”، وناشد الجمهور الدعاء له خلال هذه الأزمة الصعبة.

رحلة لطفي لبيب مع الجلطة والسرطان

تعود معاناة لبيب الصحية إلى عام 2017، حين أُصيب بجلطة دماغية أثرت على حركة يده ورجله اليسرى، مما حدّ من نشاطه الفني ودفعه لتلقي علاج طبيعي منتظم. وفي أواخر 2024، كشف خلال مقابلة تلفزيونية عن إصابته بورم في الحنجرة، قائلًا: “ما ينفعش أطلع أمثل وصوتي رايح، أنا عايز جمهوري يفضل فاكرني زي ما كنت”. 

ورغم تداول أنباء عن كونه التهابًا في الأحبال الصوتية، أكدت تقارير لاحقة تشخيصه بسرطان الحنجرة، وخضع لاستئصال جراحي الشهر الماضي، تطلّب منعه من الكلام إلا للضرورة القصوى، وتفاقمت هذه الظروف مؤخرًا، ما أدى إلى دخوله المستشفى مجددًا.

من ساحة القتال إلى السينما

ارتبطت حياة لبيب الشخصية بذكريات عميقة عن فترة خدمته العسكرية خلال حرب أكتوبر 1973. دوّن تلك التجارب في مخطوطته “الكتيبة 26″، التي تسرد تفاصيل حياته كجندي، قائلًا عنها: “هي شهادة صدق على لحظات لن تُنسى من تاريخ الوطن”، وظهر تأثره هذه الفترة في العديد من حواراته الإعلامية، حيث كان يشير إلى أن الانضباط والتضحية اللذين تعلّمهما في الجيش شكّلا ركيزة في مسيرته الفنية اللاحقة.

الحياة الخاصة للفنان لطفي لبيب

عاش لبيب جانبًا من حياته بعيدًا عن الأضواء، تزوج قبل 47 عامًا من سيدة يفضل دائما عدم الإفصاح عن اسمها، لكنه يصفها بأنها “عموده الفقري” خلال رحلته مع المرض،  أنجب منها ثلاث بنات، جميعهن متزوجات، وله أربعة أحفاد، وفي إحدى مقابلاته، قال: “أفخر بتربية بناتي.. حافظنا على عادات الصعيد التي نشأت عليها رغم تحديات الحياة الفنية”. وكان دائمًا ما يكرر أن عائلته هي مصدر طاقته، خاصة خلال جلسات العلاج الطويل.

مسيرة لطفي لبيب الفنية 

بدأ الفنان لطفي لبيب رحلته الفنية متأخرًا نسبيًا، حيث دخل عالم التمثيل في منتصف السبعينيات بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره. ولد في سوهاج عام 1947، وحمل معه إلى القاهرة حلم الفن وموهبة فطرية في الأداء. كانت بدايته الحقيقية عبر المسرح، حيث صقل موهبته في عدد من العروض المسرحية قبل أن ينتقل إلى السينما. ظهر أولاً في أفلام الثمانينيات بأدوار صغيرة، لكنها كانت كافية لإثبات وجوده كممثل قادر على إضفاء مصداقية على الشخصيات التي يجسدها.

لطفي لبيب والسينما 

برز اسم لطفي لبيب بشكل واضح في التسعينيات من خلال مشاركته في عدد من الأفلام المهمة، وفي فيلم “الكيف” عام 1999، قدم شخصية ثانوية لكنها مؤثرة بجوار محمود عبد العزيز. ثم توالت مشاركاته في أفلام مثل “اللعب مع الكبار” و”المرأة والساطور”، حيث أظهر قدرة لافتة على التنقل بين الأدوار الكوميدية والدرامية، وكانت نقطة التحول الحقيقية في مسيرته مع فيلم “السفارة في العمارة” عام 2005، حيث قدم شخصية “حسن المغربي” التي أصبحت من أكثر الشخصيات التي يذكرها الجمهور له، رغم أنها لم تكن دوراً رئيسياً.

لطفي لبيب والدراما 

في مجال الدراما التلفزيونية، ترك لطفي لبيب بصمة واضحة من خلال مشاركته في أعمال مهمة. بدأ بمسلسل “أميرة في عابدين” عام 2002، ثم توالت أعماله في مسلسلات مثل “السبع وصايا” و”العاصوف”. لكن دوره الأبرز كان في سلسلة “الجماعة” حيث جسد شخصية حسن البنا في الجزء الأول من العمل، ثم عاد في أجزاء لاحقة بأدوار مختلفة. كانت هذه التجربة من أهم محطاته الفنية، حيث أظهر قدرته على تجسيد الشخصيات التاريخية المعقدة بعمق وإتقان.

في السنوات الأخيرة من مسيرته، شارك لطفي لبيب في فيلم “الممر” عام 2019 الذي تناول أحداث حرب أكتوبر، حيث جسد شخصية عسكرية مستخدماً خبرته الشخصية من فترة خدمته العسكرية. كما ظهر كضيف شرف في فيلم “أنا وابن خالتي” عام 2024، الذي كان آخر أعماله السينمائية قبل أن يعلن اعتزاله التمثيل بسبب تدهور حالته الصحية.