السلاح أو "لايفستايل" المقاومة! - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السلاح أو "لايفستايل" المقاومة! - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 03:03 مساءً

ايجي سبورت - حقيقتان: الأولى، لولا سلاح من هبوا لقتال الإسرائيلي في الجنوب، لما تمتعنا بيوم عطلة رسمية في 25 أيار/مايو من كل عام. وإن كان من باب أولى أن نعمل أكثر في هذا اليوم، تمجيداً لمن قتلوا في سبيل الوطن، فإنهم عند ربهم يُرزقون أولاً، ومن بقي حياً على هذه الأرض أفرغ ذكرى خروج آخر جندي إسرائيلي من بوابة فاطمة "بلا سلام مذل مع لبنان" من كل معانيه السامية... لذا، فإننا نخوض البحر في هذا اليوم استمتاعاً ومؤانسة. عود على بدء: لولا السلاح، لبقيت الطائفة الشيعية الكريمة مغبونة، وفريسة الشعور القديم بالحرمان من المشاركة في سياسة البلد، ورهينة الإقطاع السياسي على طريقة "ولماذا تعلمون أولادكم، فأنا أعلّم كامل" (لم يتبدّل الحال كثيراً اليوم!).

الثانية، بقدر ما رفع السلاح من قيمة الطائفة المحرومة، فإنه حرمها من قيمتها، بعدما صار متمماً لـ "لايفستايل المقاومة". وهذا الـ "لايفستايل" صار "ترنداً" شائعاً بين الشباب الشيعة: يزاحم الشاب على دراجاته النارية الصغيرة السيارات معرضاً نفسه وغيره للخطر، ولا يمكنني الاعتراض... فهذا الملتحي في قميصه الأسود ينتمي غالباً إلى حزب السلاح. وأجمل مثال هو أن يهاجم لاعب في نادٍ لكرة القدم، محسوب على جماعة السلاح، الحكم لأنه غرّمه بالبطاقة الحمراء، فيركض خلفه في الملعب الأخضر ليوجه إليه اللكمات والرفسات. ولا شك في أنه باهى الأمم كلها بإنجازه هذا، وما كان لينجزه لولا فائض قوة السلاح.

لقد حول الحزب سلاحه إلى "أسلوب حياة" واضحة وصريحة، لا لبس فيها، عمادها الاستقواء على الآخر، واللامبالاة بالقوانين والأعراف: فلا صوت عنده يعلو فوق صوت المعركة، والمعركة مستمرة، والسلاح لن يسلموه لأنهم سيفقدون "لايفستايلهم" المميز.

لمن يظنني أغالي، فلستُ... إنما أقتضب حتى لا أذهب مذهباً آخر أشد وطأة. ولمن لم يشاهد فيلم "هردبشت"، الذي ينقل بصدق صورة الحياة في الأوزاعي، وهي الواجهة البحرية للضاحية الجنوبية، أحثّه حثيثاً. فأبناء البيئة نفسها أصدق إنباءً منا جميعاً!

اليوم، بعدما حدث ما حدث، حلّ مشكلة السلاح خارج سيطرة الدولة اللبنانية يبدأ بخطوة جريئة: اعتراف سادة السلاح أنه أضرّ ببيئته أكثر مما نفعها. فلم يجعلها تفوز في حروبها منذ عام 2006 وحتى اليوم، ولم يجعلها بيئة متماسكة صلبة منيعة على الآفات. 

إن الاعتراف بأن "لايفستايل المقاومة" كبّد شيعة لبنان خسائر كبيرة في الشباب والأخلاق هو الرافد الوحيد للعودة إلى "تحت القانون" اللبناني، الذي يحمي الجميع. فلنرجع كلنا، نحن اللبنانيين، إلى مجد 2000، ونقف عنده، ونترك للدولة اللبنانية قرار السلم والحرب، فنخرج حينها من وهم القوة، ونستمر في ما بقي من مسيرة التعايش السلمي. 

هذا هو الأمل والمنى... لكن، في الواقع: "إن اليد التي ستمتد إلى لايفستايلنا"... إلى آخر المعزوفة!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق