نوم النبي ﷺ... وصفة سماوية ضد الإرهاق والأرق - ايجي سبورت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نوم النبي ﷺ... وصفة سماوية ضد الإرهاق والأرق - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 05:27 مساءً

ايجي سبورت - كان نوم النبي صلى الله عليه وسلم تجسيداً حياً للتوازن بين حاجات الجسد وحقوق الروح، فلم يكن مجرد عادة بيولوجية، بل عبادةٌ منظمة ترسم للمسلم منهجاً متكاملاً للراحة والنشاط. 

وفقاً لوصف ابن القيم في "زاد المعاد"، كان النبي ينام أول الليل بعد صلاة العشاء مباشرةً، ويستيقظ مع بدء النصف الثاني منه لقيام الليل، ثم يعود للنوم قبيل الفجر. وقد قدّر العلماء مجموع ساعات نومه بثماني ساعات يومياً، تتوزع بين الليل والقيلولة النهارية، وهو ما يتوافق مع أحدث الدراسات الطبية حول النوم الصحي . 

التوقيت بين الليل والقيلولة 

حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تجنب النوم قبل العشاء (بعد المغرب) أو الحديث بعدها، كما ورد في صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي. وكان ينهض عند الثلث الأخير من الليل لأداء الصلاة والذكر، ثم ينام ساعة أخرى قبل الفجر. أما نهاراً، فكان يحرص على القيلولة، التي وصفها ابن القيم بأنها "خلق رسول الله"، حيث إنها تعيد نشاط البدن دون إفراط. وقد ثبت علمياً أن القيلولة القصيرة تحسن الإنتاجية وتنشط الذاكرة، بينما حذر النبي من النوم بعد العصر لضرره الصحي، وهو ما أكده الأطباء القدماء بقولهم: "نوم العصير يُحدث تكسراً وعياً وضعفاً" . 

وضعية الجسد في النوم وطبيعة الفراش 

اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم وضعيات محددة تضمن راحة الجسد وسرعة الاستيقاظ. فقد كان ينام على شقه الأيمن، يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، قائلاً: "رب قني عذابك يوم تبعث عبادك". هذه الهيئة – كما يذكر الأطباء – تحسن وظائف القلب والهضم، وتجنب الضغط على الأعضاء الداخلية. أما فراشه فكان نموذجاً للزهد والتوازن؛ فحسب رواية عائشة رضي الله عنها: "إنما كان فراش النبي الذي ينام عليه أَدَمٌ (جلد) حشوه ليف". وقد بكى عمر بن الخطاب عندما رأى أثر الحصير على جنب النبي، فقال له الرسول: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟" . 

  من الوضوء إلى الأذكار 

ارتبط نوم النبي بطقوس تعبدية تبدأ بالوضوء، وتلاوة الأذكار، وتلاوة سور الإخلاص والفلق والناس مع النفث في الكفين ومسح الجسد. وكان يدعو عند النوم: "اللهم باسمك أحيا وأموت"، وعند الاستيقاظ: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور". هذه الأذكار – كما يوضح النووي – تحصن المسلم من تسلط الشياطين وتذكره بحقيقة الموت والبعث. وفي السفر، كان يغير هيئته عند النوم قبيل الفجر؛ فينصب ذراعه ويضع رأسه على كفه ليتمكن من الاستيقاظ لصلاة الفجر . 

توافق العلم مع السنة 

جسّد نوم النبي صلى الله عليه وسلم حكمة بالغة تتجلى في توافقه مع الحقائق العلمية الحديثة. فقسمته لساعات النوم بين الليل والقيلولة تتفق مع إيقاع الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm)، كما أن النوم على الجانب الأيمن يقلل الشخير ويرفع كفاءة التنفس حسب دراسات طب النوم المعاصر. أما تحذيره من نوم الصبحة (بعد الفجر) فمبنى على حكمة ربانية؛ حيث إنه وقت طلب الأرزاق، كما أن التعرض للضوء الطبيعي صباحاً ينظم إفراز الميلاتونين ويحسن المزاج . 

النوم عبادة متكاملة 

لم يكن نوم النبي مجرد سد لحاجة الجسد، بل مدرسة تربوية تعلم المسلم كيفية تحويل كل لحظة إلى عبادة. فجمع بين حق البدن في الراحة، وحق الروح في المناجاة، وحق العقل في النشاط. يقول ابن القيم: "من تدبر نومه ويقظته وجده أعدل نومٍ، وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى". هذا المنهج المتكامل يقدم حلاً لمشاكل العصر من الأرق والإرهاق، ويذكرنا بأن الإسلام دين الفطرة الذي يوازن بين الدنيا والآخرة .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق