- ايجي سبورت قالت الدكتورة محبات أبو عميرة، العميد الأسبق بكلية البنات جامعة عين شمس، إن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا بملف التعليم الفني باعتباره أحد الركائز الأساسية في تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرة إلى أن هذا النوع من التعليم يُعَد قاطرة رئيسية لأي اقتصاد متقدم؛ لما له من دور في تأهيل العمالة الماهرة المطلوبة في سوق العمل.

أوضحت خلال لقائها في برنامج ( إلى ربات البيوت) أن البداية الحقيقية لتطوير التعليم الفني كانت بتغيير نظرة المجتمع إليه، حيث كانت هناك نظرة تقليدية تعتبر التعليم الفني خيارًا من الدرجة الثانية مقارنة بالثانوية العامة، لكن مع الوقت، بدأت الأسر المصرية تدرك أهمية هذا المسار، خاصة بعد إنشاء الجامعات التكنولوجية التي تستقبل خريجي التعليم الفني وتؤهلهم للالتحاق بسوق العمل باحترافية عالية.

وأشارت أبو عميرة إلى أن الجامعات التكنولوجية تمثل نقلة نوعية في مجال التعليم العالي، إذ تخرج مهندسين وفنيين متخصصين في مجالات متعددة تتماشى مع احتياجات السوق المعاصر، مؤكدة أن الدولة أعلنت أن تطوير منظومة التعليم الفني يأتي ضمن أولوياتها حتى عام 2030؛ مضيفة أن مدارس التعليم الفني شهدت توسعًا كبيرًا في التخصصات التطبيقية، وبدأ الربط بينها وبين القطاعات الاقتصادية في الدولة، من خلال إنشاء مدارس صناعية وفنية تخدم الصناعات المحلية والمشروعات القومية، ما أسهم في فتح آفاق جديدة للطلاب وربطهم بسوق العمل الحقيقي.

كما أشارت إلى تجارب دولية ناجحة مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية التي اعتمدت على التعليم الفني في نهضتها، مؤكدة أن مصر تسير على هذا النهج، لكنها بحاجة إلى مزيد من الشراكة مع القطاع الخاص، سواء عبر التدريب داخل المصانع أو من خلال تقديم حوافز تشجيعية للطلاب، مثل توفير الوجبات والانتقالات المجانية؛ مشددة على ضرورة إنشاء كليات مهنية عليا تمتد لأربع سنوات، إلى جانب الكليات التكنولوجية والمعاهد، لضمان تمهين المهنة بالشكل الصحيح، بما يسهم في تحقيق أحد أهداف “التربية المصرية”، التي تشمل التربية الأخلاقية، والوطنية، والسياسية، والمسرحية، والرياضية، كمدخل رئيسي لبناء الإنسان المصري.

واختتمت حديثها بتأكيد أن التعليم الفني لم يعد مجرد مرحلة تعليمية بل أصبح وسيلة لبناء مجتمع منتج، وإنسان قادر على المنافسة، ومؤهل لسوق العمل المحلي والدولي، داعية إلى استمرار جهود الدولة في هذا المسار، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميته.

يذاع برنامج (إلى ربات البيوت) على أثير البرنامج العام، تقديم هالة سالم، هندسة إذاعية سامي الشيمي .