لماذا سأل ترامب زيلينسكي عن إمكانية قصف موسكو؟ - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا سأل ترامب زيلينسكي عن إمكانية قصف موسكو؟ - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 05:49 صباحاً

ايجي سبورت - "فولوديمير، هل تستطيع ضرب موسكو؟ ... هل تستطيع ضرب سانت بطرسبرغ أيضاً؟"

 

"بالتأكيد، نستطيع إذا أعطيتمونا الأسلحة".

 

هي مكالمة هاتفيّة محوريّة بين الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي بحسب تقرير "فايننشال تايمز"، ومكالمة بمضمون "محوّر" لحصد القرّاء بحسب البيت الأبيض.

 

بعد 11 يوماً على الاتّصال الجدليّ بين الرئيسين في 4 تموز/يوليو، قال ترامب إنّه ينبغي على أوكرانيا عدم استهداف روسيا وإنّه لن يتم نقل أسلحة طويلة المدى إلى كييف.

 

اللافت للنّظر أنّ الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لم تنفِ المحادثة، لكنّها قالت إنّ الأمر هو مجرد "سؤال لا أكثر"، وإنّ الصحيفة "معروفة بإخراج الكلمات عن سياقها بشكل كبير لحصد عدد أكبر من القراءات".

 

توحي سياسات ترامب منذ تولّيه الرئاسة بأنّه لن يفكّر حتى بطرح سؤال كهذا. فالضغوط الفعليّة التي مارسها لوقف الحرب كانت على الطرف الأضعف فقط، أي أوكرانيا. بينما لم تنل روسيا سوى مشاعر الاستياء وبعض التهديدات الكلاميّة. تغيّر الأمر قليلاً يوم الاثنين، مع الموافقة على نقل أسلحة دفاعيّة إلى أوكرانيا تشتريها دول أوروبّيّة، والتلويح بفرض تعريفات ثانويّة بعد خمسين يوماً على شركاء روسيا التجاريّين، إذا لم توقف الحرب. بدت هذه المهلة فترة سماح لروسيا كي تواصل هجومها الصيفيّ أكثر من كونها ضغطاً أميركيّاً. مع ذلك، ثمّة 3 نقاط تثير الانتباه على الأقل في "سؤال" ترامب.

 

عن حدث 2017

أولاً، حين كان ترامب يتحدّث عن خطواته الجديدة حيال الحرب، لم يحصر كلامه بالأسلحة الدفاعيّة، وإن ركّز عليها أكثر من غيرها. بحسب ديفيد إغناشيوس من صحيفة "واشنطن بوست" الذي تحدث أيضاً عن مكالمة مشابهة لتلك التي ذكرتها "فايننشال تايمز"، كان من بين الأسلحة الهجومية التي درس ترامب إرسالها، "أتاكمز" و"توماهوك". ونقل الكاتب عن مصدره أنّ حجم المساعدات العسكريّة سيبلغ 10 مليارات دولار. لذلك، قد يكون هناك رابط ما بين إرسال الأسلحة الهجوميّة وإمكانية استخدامها ضد روسيا، على الأقل قبل تسريب المكالمة.

 

ثانياً، أتت المحادثة مع زيلينسكي بعد يوم واحد على المكالمة مع بوتين، والتي وصفها ترامب بأنها "سيئة". ربما شعر الرئيس الأميركي بإهانة شخصية من نظيره الروسي خلال المحادثة، فسأل زيلينسكي عفوياً في اليوم التالي عما إذا كان بإمكانه قصف العاصمة الروسية.

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أ ب)

 

ثالثاً، يُعرف عن ترامب ميله للتحركات العاطفية في بعض المواقف، خصوصاً حين يدفعه أفراد عائلته إلى ذلك. عندما استخدم الأسد السلاح الكيميائي في خان شيخون سنة 2017، أراد ترامب اغتيال الرئيس السوري آنذاك، وقد عارضه وزير دفاعه الأسبق جيمس ماتيس. ويقال إن ابنته إيفانكا ساهمت إلى حد كبير في إثارة عواطفه. اليوم، ثمة تطور مشابه قليلاً، إذ قال ترامب الإثنين كيف أنه يخبر السيدة الأولى عن مكالماته "الرائعة" مع بوتين، لترد عليه بالقول: "آه حقاً! لقد تمّ ضرب مدينة (أوكرانية) أخرى للتو".

 

ما يوضحه سؤال ترامب

يصعّب عدم وجود نفي رسمي قاطع للمحادثة الإسقاط التام لفرضية تشجيع ترامب زيلينسكي على قصف روسيا. من جهة، لا تجد فرضية أن يكون سؤال ترامب استفهامياً ما يدعمها. فهو يعرف، وعلى الأقل أجهزته الأمنية تعرف، أن أوكرانيا استهدفت موسكو وسانت بطرسبرغ ومناطق أبعد خلال الحرب، وإن كانت غالبية الضربات تمت عبر مسيّرات لا عبر صواريخ.

 

ربما يكون سؤاله متسرعاً ووليد لحظته، وعلى أي حال، تمتع ترامب بالقدرة على التراجع عن الفكرة في وقت لاحق. كذلك، أمكن أن يعكس السؤال فكرة جدية، إذ قال، بحسب "فايننشال تايمز"، إن استراتيجيته تهدف إلى "جعلهم (الروس) يشعرون بالألم"، كما أن ترامب تحدث عن أهداف عسكرية وحسب.

 

وثمة احتمال في أن يكون ترامب مرّر هذا السؤال عمداً عبر المكالمة، كرسالة إلى روسيا، وهو يعرف أنّ هذه المحادثة نوعيّة إلى درجة أنّها ستتسرّب في نهاية المطاف، على أن ينفيها لاحقاً بعد توضيح نواياه.

 

لعلّ أهمّ ما يعنيه سؤال ترامب عن قدرة زيلينسكي على قصف روسيا هو "المنطقة المجهولة" التي تدخلها الحرب في عامها الرابع. 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق