حديث عن محاولة الانقلاب في إيران... أهداف سياسية ومماحكات داخلية - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حديث عن محاولة الانقلاب في إيران... أهداف سياسية ومماحكات داخلية - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 05:49 صباحاً

ايجي سبورت - في الأيام الأخيرة، تحدثت بعض الأوساط داخل إيران وخارجها عن أن شخصيات سياسية بارزة مثل الرئيس مسعود بزشكيان، والرئيس الأسبق حسن روحاني، ورئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي يخططون للقيام بانقلاب للاستيلاء على السلطة في ظل غياب المرشد الأعلى علي خامنئي عن الأنظار، لأسباب أمنية.

وكرر هذه الادعاءات بعض المتشددين داخل إيران، مثل النائب أبو الفضل ظهروند. وسرت تكهّنات أخرى بين المراقبين السياسيين، منها أن السيد حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، قد يكون أيضاً من الطامحين لمنصب القيادة في إيران، وأنه شكّل جبهة داعمة لتولّي هذا المنصب عبر كسب تأييد مجلس خبراء القيادة في الوقت المناسب.

لكن يبدو أن الحديث عن انقلاب في إيران على خامنئي ليس سوى قصّة متخيّلة تحمل أهدافاً ودوافع مختلفة.

وكان مير حسين موسوي، الذي يعيش في الإقامة الجبرية منذ 15 عاماً، قد أثار جدلاً واسعاً بعدما دعا إلى تشكيل مجلس تأسيسي لسد الفجوة بين الحكومة والشعب، ما دفع المتشددين داخل إيران إلى مهاجمته بشدة، متهمين إيّاه بتقديم نسخة "فارسية" لخطط "عبرية-إسرائيلية" ضد الجمهورية الإسلامية. ومع ذلك، أدان موسوي في بيانه الهجوم الإسرائيلي، ودعا إلى إصلاحات سلمية في الهيكلية السياسية، دون أيّ إشارة إلى انقلاب أو أعمال عنف.

كذلك، تعرّض بزشكيان لهجوم شديد من المتشددين بعد مقابلته مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، حيث أكد مواصلة الديبلوماسية مع الولايات المتحدة. وتناولت الانتقادات حديثه عن "التسوية والمصالحة" مع الغرب. وفي هذا السياق، يمكن فهم دوافع المتشددين داخل إيران للترويج لادّعاءات الانقلاب.

ويواجه المتشددون داخل إيران انتقادات شعبية حادة بسبب مواقفهم التي ربما أسهمت في تمهيد الطريق للهجوم الإسرائيلي، كما يُعتبرون المتهمين الرئيسيين باختراق شبكات الموساد في إيران. وهم يرون أن موقعهم في هيكلية السلطة المستقبلية مهدّد، ويخشون أن يؤدّي استمرار الفراغ النسبي في السلطة إلى إقصائهم أو إضعافهم. كذلك، يعتقد هؤلاء أن ذلك سيوفر فرصة لتعزيز مكانة شخصيات مثل بزشكيان وروحاني وحسن الخميني، بل وحتى محمد خاتمي. لذلك، اختاروا استراتيجية "الهجوم بدلاً من الدفاع"، مصوّبين على هذه الشخصيات، وفي مقدّمتها بزشكيان، بدلاً من الرد على الشبهات حول أدائهم. ومن خلال إثارتهم مخاوف زائفة بشأن احتمال وقوع انقلاب، هم يعملون لإضعاف خصومهم السياسيين وتعزيز مواقعهم داخل الأوساط العسكرية والأمنية.

وأجّج غياب خامنئي وصمته بعد وقف إطلاق النار هذا التنافس الشديد على السلطة. لكن يبدو أن المرشد الأعلى يراقب التطورات والمواقف بدقة، ومن المتوقع أن يتخذ موقفاً واضحاً أو قراراً بشأن هذه القضية قريباً. 
ورغم استياء إيرانيين كثر من أداء الجمهورية الإسلامية في العديد من المجالات، بات هؤلاء يتوقعون أن يبادر خامنئي إلى إصلاحات هيكلية في النظام السياسي لصالح حقوق الشعب والمصالح الوطنية، وأن يفتح المجال أمام الشخصيات الوطنية المحبوبة، مع الحدّ من نفوذ المتشددين.

ويعارض الشعب الإيراني بشدّة أيّ تحرك قد يؤدي إلى تقسيم إيران أو يتسبّب بفوضى. ويرون أن التدخل الخارجي لن يحسن حياتهم، بل سيكون مدمّراً. لذلك، يتوقعون من الحكومة أن تتخذ المبادرة في إصلاح السياسات والهياكل. وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى حملات مثل تغيير رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وتعديل سياسات الإعلام الرسمي، إلى جانب تعزيز الديبلوماسية للوصول إلى اتفاقات تحول دون اندلاع حرب جديدة، واستبدال المتشددين والمغامرين بشخصيات معتدلة ومتزنة في جميع المناصب العسكرية والمدنية.

تبقى التساؤلات حول ما إن كانت هذه المطالب الشعبية ستُؤخذ على محمل الجد، وهي قضيّة تشغل الرأي العام الإيراني بشدة. ويتعيّن على الحكومة تقديم ردود عملية على هذه المطالب خلال الأسابيع المقبلة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق