ايجي سبورت - في خطوة مفاجئة تحمل أبعاداً سياسية وإنسانية، أعلنت إسرائيل إرسال مساعدات إنسانية إلى الطائفة الدرزية في السويداء جنوب سوريا، في ظل تصاعد التوترات العسكرية والاشتباكات الدامية بين الدروز والعشائر البدوية.
ويأتي التحرك الإسرائيلي بينما يشهد الجنوب السوري واحدة من أكثر جولات العنف حدة منذ بداية العام، وسط تحركات ميدانية من قبل قوات العشائر وتلويح حكومي سوري بإعادة الانتشار.

مساعدات إسرائيلية للدروز في السويداء: خطوة إنسانية أم تدخل سياسي؟

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزير جدعون ساعر أصدر تعليماته بإرسال مساعدات إنسانية إلى أبناء الطائفة الدرزية في السويداء. وتشمل المساعدات، التي تمولها الوزارة، طروداً غذائية، معدات طبية، مجموعات إسعاف أولي، وأدوية.

ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل خطة إيصال هذه المساعدات إلى داخل الأراضي السورية، واكتفت بالقول إنها ستُسلم بطريقة محددة، في إشارة غامضة فتحت باب التأويلات حول قنوات التوصيل، سواء كانت عبر منظمات غير حكومية أو عبر حدود الجولان المحتل، وربما حتى من خلال تنسيق غير مباشر مع أطراف داخلية في سوريا.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُرسل فيها إسرائيل مساعدات إلى الدروز السوريين، حيث سبق أن قدمت دعماً مماثلاً في مارس/آذار الماضي.

تصعيد خطير في السويداء: إعلان النفير العام ودخول العشائر

وجاء الإعلان الإسرائيلي في أعقاب إعلان القبائل والعشائر العربية في سوريا النفير العام الخميس، استجابةً لما وصفته بـ"النجدة لعشائر البدو" في المحافظة.

وأفادت تقارير أن قوات العشائر بدأت بالفعل دخول المدينة، بينما شهدت المحافظة قصفاً بطائرات مسيّرة إسرائيلية فجر الجمعة، في مؤشر خطير على احتمالية توسع نطاق المواجهة.

دمشق تلوّح بالتحرك الميداني

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تستعد لإعادة انتشار قواتها في المحافظة لاحتواء الاشتباكات المشتعلة. 
وقال متحدث باسم الوزارة إن هذه الخطوة تهدف إلى فض الاشتباكات بين الدروز والبدو، وسط مخاوف من انفلات أمني شامل في المنطقة.

وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر ميدانية أن مقاتلي العشائر تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى والبلدات، من أبرزها بلدة المزرعة، واقتربوا من مدينة السويداء عبر المحور الشمالي المؤدي إلى دمشق.

حشود عشائرية ضخمة وخريطة معقدة للصراع

وفقاً لوسائل إعلام نقلا عن مصدر في قوات العشائر، فإن أكثر من 50 ألف مقاتل يشاركون في الهجوم على المدينة، فيما يستعد عشرات الآلاف للانضمام من مناطق الشرق السوري ومحافظة حلب وريفها. وأكد المصدر أن نحو 41 قبيلة وعشيرة تشارك في القتال، ما يعكس حجم التصعيد والخطر المحدق بالمحافظة.

تحذير إسرائيلي من تعزيز الوجود السوري قرب الحدود

في سياق موازٍ، جددت إسرائيل تحذيراتها للحكومة السورية من تعزيز وجودها العسكري جنوب البلاد، مشددة على أنها لن تسمح بذلك، في موقف يضيف بعداً جيوسياسياً إلى الصراع الداخلي الذي تشهده المحافظة.

ويبدو أن إرسال المساعدات من تل أبيب إلى السويداء يحمل رسائل مزدوجة؛ إنسانية من جهة، وسياسية من جهة أخرى، في ظل ما يشبه إعادة رسم ملامح النفوذ في الجنوب السوري الذي أصبح مسرحاً مفتوحاً لصراعات داخلية وإقليمية.