ايجي سبورت - "المطلوب ذبحنا"، بهذه العبارة بدأ ناشط سياسي اجتماعي درزي من السويداء حديثه مع "النهار" لتوصيف الحال في المحافظة وسوريا عامةً، بعد تجدّد الاشتباكات في المحافظات الدرزية الجنوبية بين الفصائل الدرزية وعشائر البدو، والتحريض الذي حصل في الشارع السوري ضد الدروز ووصفهم بـ"الكفرة والصهاينة".

وخرجت تظاهرات في العديد من المناطق السورية اتهمت الدروز بـ"الصهيونية" والعلاقة مع إسرائيل، وتصاعدت الأصوات التي حرّضت ضد الدروز ودعت للهجوم عليهم وقتلهم تحت عناوين دينية وسياسية، ويوم أمس شهدت جامعة حلب هجوماً ضد طلاب دروز، ما أثار قلقاً في وسط المجتمع الدرزي من توسّع رقعة الهجمات لتطال منطقة جرمانا في محافظة دمشق، حيث يقطن عدد كبير من الدروز أيضاً.

الناشط الذي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية يقول إن شبكات الإنترنت قُطعت عن السويداء "عمداً"، ويواجه الدروز في المحافظة صعوبة في التواصل مع من هم خارج السويداء، وقد لوحظ أن شبكات الأخبار في السويداء تتأخّر بعملية نشر المستجدات بسبب غياب الإنترنت. ويشير الناشط إلى أن الوضع "غامض" ويصعب تقييمه.

الناشط الذي يقطن خارج السويداء ويتابع عن كثب يتحدّث لـ"النهار" عن حملة "تحريض ممنهجة" تشن ضد الدروز في محافظات سورية، يتم من خلالها "التجييش والتخوين وإعلان النفير العام"، وقد وصلت هذه الحملة إلى إطلاق دعوات "لإبادة الدروز"، وهذه الحملة تتم بتسهيل من السلطات السورية التي لم تمنع العشائر والبدو من التوجّه من الشمال والوسط السوري نحو السويداء للقتال ضد الدروز، ولم توقف التظاهرات ضد الدروز.

الناشط الدرزي يتخوّف من الحصار المفروض على السويداء، ويبدي قلقه من أزمة غذاء وطبابة كون الحصار المطبق يمنع دخول المساعدات إلى المحافظة، ويقول: "كأن السلطات السورية تدفع بالدروز للمطالبة بالحماية الإسرائيلية بظل الحصار والهجوم"، ويختم حديثه مستغرباً غياب المواقف الدولية الداعمة للدروز والرافضة للانتهاكات ضدهم، ويقول: "كأن المطلوب ذبحنا، ونتخوف من امتداد التوترات إلى جرمانا وتهجير دروز المنطقة إلى السويداء وتشييد "كانتون درزي"، وعندها نكون قد دخلنا نحو مرحلة جديدة".