- ايجي سبورت قال  الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن من أعظم معاني الغنى الحقيقي أن يأخذ الإنسان ما أحله الله له من المال بسخاوة نفس، أي برضا وقناعة، لا بجشع وحرص، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع”.

و أوضح خلال حلقة برنامج “اعرف نبيك”، المذاع على  قناة  الناس ، اليوم  السبت، أن المقصود بسخاوة النفس هو أن تأخذ المال من الحلال، بقلب راضٍ بنصيبك، وتنوي به النفقة على نفسك وأهلك ومن تعول، وما فاض على قرابتك والمحتاجين من حولك. أما من يأخذه بجشع وحرص على الجمع والمنع، فإنه لا يشبع أبدًا، ولو ملك الدنيا كلها، لأنه فقد غنى النفس.

وأشار إلى أن الجشع والطمع يحجبان الإنسان عن الإحساس بالكفاية، مضيفًا: “كلما أخذ الإنسان ازداد جوعًا، حتى لا يشعر أبدًا بالاكتفاء. والسبب أن القصد لم يكن الرزق الحلال للبركة، بل لجمع المال والتفاخر به”.

وشرح قصة ورود الحديث، موضحًا أنها وقعت مع الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه، أحد الطلقاء، الذي أسلم متأخرًا في فتح مكة وكان معروفًا بالكرم حتى في الجاهلية، موضحا: “في غزوة حنين، التي أعقبت الفتح، وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على الطلقاء لتأليف قلوبهم، وكان من بينهم حكيم. فأعطاه النبي مئة ناقة، ثم سأله حكيم فأعطاه مئة أخرى، ثم ثالثة. وبعدها، أراد النبي أن يربيه ويوجهه بلطف فقال له: (يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة)”.

وأشاد بأخلاق النبي ﷺ في التعامل مع من هم حديثو العهد بالإسلام، قائلًا: “النبي ما عنّفه، ولا اتهمه بالطمع، بل ناداه بلطف ونصحه برقة، لأن المقصود ليس المنع، بل التهذيب، والتربية على السخاوة والرضا والاعتدال”.

وحذّر الدكتور يسري جبر من فتنة المال في هذا الزمان، قائلاً: “نحن نعيش زمنًا تغلبت فيه شهوة المال والطعام والنساء، وهو من علامات فتن آخر الزمان، وفتنة المسيح الدجال، التي تُشبع الغرائز وتُفقر القلوب، حتى صار الإنسان لا يرى في نفسه إلا شهوة بطن أو فرج، فوقع الناس في ما لا يُصدَّق من الانحرافات بسبب شهوة بلا ضوابط، ومال بلا بركة.”