نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف وُلدت حقيبة بيركن؟ - ايجي سبورت, اليوم السبت 12 يوليو 2025 08:32 صباحاً
ايجي سبورت - في مشهد يعكس كيف يمكن لقطعة جلدية أن تختزل حكاية أيقونة وتجذب اهتمام جامعي المقتنيات، استحوذت حقيبة "بيركن" الأولى من "هيرمس" على الأضواء بعدما بيعت في مزاد، أقيم يوم الخميس في باريس، مقابل 8.582 ملايين يورو (نحو 10 ملايين دولار)، لتسجّل بذلك رقماً قياسياً كأغلى حقيبة تُباع في مزاد علنيّ على الإطلاق.
لم تكن حقيبة مثالية من حيث الشكل، بل كانت مخدوشة، مبقعة، ومليئة بآثار الزمن، لكنها النسخة الأصلية. هي الحقيبة التي صممت بالتحديد للمغنية والممثلة البريطانية الراحلة جين بيركن، قبل نحو 40 عاماً، والتي رافقتها بشكل شبه يوميّ منذ عام 1985 حتى 1994. بعد أن انتقلت بين عدد من المقتنين، استقرّت أخيراً في اليابان، حيث اشتراها جامع خاصّ، شارك عبر الهاتف في مزاد دار "سوذبيز"، الذي استمرّ أكثر من عشر دقائق في معركة مزايدات محمومة.
حقيبة جين بيركن (أ ف ب).
وقد رُفعت المطرقة عند عرض فائز بلغ 7 ملايين يورو (8.2 مليون دولار)، قبل أن تصل القيمة النهائية إلى 8.6 ملايين يورو، شاملةً الرسوم. ووصفت مورغان حليمي، رئيسة قسم الحقائب والأكسسوارات العالمي في "سوذبيز"، الحدث بأنه "محطة مهمة في تاريخ الموضة والفخامة"، مضيفة: "إنه استعراض مذهل لقوة الأسطورة وقدرتها على إشعال شغف الباحثين عن قطع استثنائية ذات تاريخ فريد".
وتابعت: "بيع بيركين الأصلية هو، في جوهره، احتفال بالروح الدائمة والجاذبية المستمرة لمصدر إلهامها، جين بيركن".

حقيبة بيركين من هيرميس التي كانت تمتلكها الممثلة والمغنية البريطانية الفرنسية جين بيركين في دار سوذبيز للمزادات في باريس. (أ ف ب)
تفوق على نسخ "هيرمس" المرصعة بالألماس
هذا السعر القياسي الجديد تخطى بسهولة أسعار نسخ أكثر فخامة من الحقيبة. ففي عام 2022، باعت "سوذبيز" حقيبة "هيمالايا بيركين" المرصّعة بالألماس بأكثر من 450,000 دولار، في حين باعت "كريستيز" نسخة من جلد التمساح بنحو 390,000 دولار عام 2021. أما الرقم السابق لأغلى حقيبة يد، فقد كان من نصيب "كيلي" من جلد التمساح المرصّعة بالألماس، والتي بيعت بـ 513,040 دولاراً.

حقيبة بيركن من جلد تمساح النيلوتيكوس باللون الأبيض غير اللامع، مرصعة بالألماس ومزودة بإكسسوارات من الذهب عيار 18 مرصعة بالألماس (أ ف ب)
أين كانت الحقيبة منذ رحيل جين؟
تعود ملكية هذه الحقيبة الأصلية إلى جين بيركن، التي تبرّعت بها في عام 1994 إلى جمعية "Solidarité Sida" الفرنسية المعنية بمكافحة الإيدز. وفي عام 2000، اقتنتها كاثرين بونييه، وهي جامعة مقتنيات وصاحبة متجر مختص بالقطع القديمة في باريس. ومنذ الإعلان عن طرحها في المزاد، جابت الحقيبة مدناً حول العالم، من أوروبا إلى هونغ كونغ فنيويورك، في عرض علني هو الأول من نوعه.

حقيبة بيركن (أ ف ب).
قصة "بيركن"
قصة نشأة الحقيبة تحوّلت منذ الثمانينيات إلى أسطورة. خلال رحلة جوية، جلست جين بيركن، لتي تُعدّ أيقونة ملهمة بفضل أسلوبها الباريسي الفريد، تحمل كيساً بلاستيكياً تمزّق أثناء السفر، مما دفعها إلى التعبير بصوتٍ مسموع عن استيائها من أن دار "هيرمس" الفرنسية لا تصمم حقائب يمكنها استيعاب جميع أغراضها. بالصدفة، كان يجلس إلى جانبها على الطائرة جان-لويس دوما، المدير التنفيذي والمصمم الرئيسي لـ "هيرمس" في ذلك الوقت.
رسمت بيركن تصورها لحقيبة مثالية على كيس الغثيان في الطائرة، لينطلق دوما بتصميم أول حقيبة "بيركن"، التي صدرت لاحقاً في نفس العام.

جين بيركين تحمل حقيبة بيركين الأصلية في التسعينيات (WireImage).
من الاستخدام اليومي إلى رمز نخبة
تحوّلت "بيركن" من حقيبة يومية إلى قطعة مرغوبة لا يمكن اقتناؤها إلا بدعوة خاصة. يتراوح سعر الحقيبة بين 10,000 و60,000 دولار؛ وقد تمتد لوائح الانتظار للحصول عليها لأشهر أو حتى سنوات. اللافت أن الزبون لا يمكنه اختيار لون أو طراز معين، بل يُعرض عليه ما هو متاح فقط، مما يضفي مزيداً من الندرة والتشويق على تجربتها.
ومع هذا الطلب الكبير، ازدهرت سوق إعادة بيع "بيركين". يعرض موقع "سوذبيز" حالياً أكثر من 230 حقيبة من "هيرمس"، تتراوح أسعارها من 8,000 إلى 220,000 دولاراً، بحسب تقرير "فوربس".
هكذا، من رسم عفويّ على كيس ورقيّ إلى قطعة تُنافس مجوهرات نادرة في مزادات عالمية، تواصل "بيركين" تأكيد مكانتها كأيقونة أبدية في تاريخ الموضة والترف.

حقيبة بيركن (أ ف ب).
0 تعليق