بين السلام الإبراهيمي الأميركي وسلام "المجازر" الإسرائيلية - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين السلام الإبراهيمي الأميركي وسلام "المجازر" الإسرائيلية - ايجي سبورت, اليوم السبت 12 يوليو 2025 08:42 صباحاً

ايجي سبورت - ما يجري اليوم في غزة لم يعد مجرد حرب، بل تحوّل إلى رقعة شطرنج تتقاطع فيها الحسابات الدولية والطموحات الشخصيّة، لا سيما بين الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. فالأول يرى في دماء الفلسطينيين ورقة انتخابية رابحة لفرض "سلامه الإبراهيمي" على دول المنطقة، والثاني يحوّل الأنقاض إلى سلّم نجاة من محاكم الفساد والسقوط السياسي. كلاهما يسعى إلى صناعة لحظة انتصار.

بالنسبة إلى ترامب، وقف الحرب على غزة ليست أولوية في حد ذاتها، بل خطوة على الطريق نحو "الصفقة الكبرى" التي يحلم بإتمامها من خلال تطبيع سعودي-إسرائيلي يعيد إحياء اتفاقات أبراهام بصورة أكثر جرأة، تحت لافتة "​السلام​ من دون فلسطين"، فالرئيس الأميركي يدرك أن السعودية لن تُقدِم على أيّ خطوة جادة بهذا المشروع طالما المشهد في غزة لم يتبدل، لذا، فإن وقف إطلاق النار بات بالنسبة إليه مدخلًا إلزاميًا للتقدم بمشروعه.

يحاول الرئيس الاميركي اليوم استثمار اللحظة من خلال هندسة مشهد شرق أوسطي جديد، يكون فيه هو العرّاب الذي يُدشّن "عصر ​التطبيع​ الشامل" وصانع السلام، الذي لن يكون عادلاً بطبيعة الحال. ولذا، يضغط على نتانياهو لقبول تهدئة في غزة، ويفتح الخط "السريع" بين إسرائيل وسوريا، تحت ستار خفض العقوبات وشطب "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب.

أما نتانياهو، فهو يمارس الحرب على غزة لأنه لم يمتلك هدفاً من وقفها، فالرجل يتقن لعبة التناقضات، فهو يوهم الأميركيين أنه منفتح على "حلول سياسية"، بينما يُرضي اليمين الإسرائيلي بالتصعيد العسكري المستمر في غزة، وطوال المرحلة الماضية كان يخشى سقوط حكومته بحال توقفت الحرب، لكنه اليوم قد يفعلها حتى ولو سقطت حكومته وأدى ذلك لانتخابات مبكرة، كونه سيخوضها متكئاً على "ضربة إيران" وتغيير موازين المنطقة عسكريا.

يرى نتانياهو أن الإتفاق في غزة سيكون بوابة نحو جني مكاسب كبرى، أبرزها توسيع اتفاقات أبراهام لتشمل السعودية وسوريا ودول عربية إضافية، وبالتالي الوصول للسلام في المنطقة بطريقته، وهي طريقة لا تعتمد على التنازل بل "الدم" والمجازر، عملاً بالمبدأ الذي تعتمده إسرائيل "حقق الهدف بالقوة، وإن لم تستطع فبمزيد من القوة".

ولكن بظل كل ذلك أين حركة ​حماس​، فـ"المقاومة"، رغم الحصار والدمار، لم تُهزم بالكامل، ولا تزال تنفذ عمليات عسكرية نوعية ضد الإسرائيلي، وتُريد هدنة بطعم وقف الحرب، لأنها تُدرك أن الحرب على غزة أصبحت ورقة مساومة في بازار سياسي كبير. ترامب يريدها مدخلًا إلى التطبيع الشامل ويُريدها نتانياهو رافعة لبقاء سياسي واقتصادي وأمني.

في مطلق الأحوال، ترامب ونتانياهو يسعيان إلى تطبيق المعادلة نفسها في جميع الساحات، ومنها لبنان، حيث الرغبة في فرض الإستسلام على الجميع، تحت طائلة العودة إلى الحرب من جديد، بعيداً عما كان يُطرح في الماضي من عناوين عن السلام العادل أو ما هو مشابه لذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق