إيران تستغلّ تورّط لاجئين أفغان مع الموساد لتوسيع عمليات الترحيل رغم الاعتراضات - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران تستغلّ تورّط لاجئين أفغان مع الموساد لتوسيع عمليات الترحيل رغم الاعتراضات - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 06:33 صباحاً

ايجي سبورت - بدأ طرد نحو مليوني مهاجر أفغاني غير شرعي من إيران قبل أشهر. وبالإضافة إلى المهاجرين غير الشرعيين، هناك ستة ملايين أفغاني يقيمون في إيران قانوناً، ولكن مع تكثيف عمليات الطرد، تصاعدت مخاوف الأفغان المقيمين من أن يشملهم الطرد أيضاً.

ما جعل هذا الأمر معقداً وحساساً بالنسبة إلى الحكومة والشعب الإيرانيين في الوقت الحاضر، هو العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران/يونيو. بعد بدء هذه الحرب التي استمرت 12 يوماً، وُجهت أصابع الاتهام إلى المهاجرين الأفغان، إذ يُزعم أن عدداً منهم عملوا مخبرين ومرتزقة في عمليات اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وإنتاج طائرات مسيرة حربية ونقلها بالتعاون مع الموساد.

 

 

هذه الاتهامات أثارت موجة من الغضب والقلق في إيران ضد الأفغان، ما حوّل سياسة قائمة إلى مطلب وطني ينطوي على اعتبارات أمنية، وأدى إلى تكثيف طرد الأفغان. وخلال أقل من شهر، تم ترحيل أكثر من 500 ألف أفغاني عبر الحدود الشرقية إلى أفغانستان، ولا تزال هذه الإجراءات مستمرة. لكن هذا الحدث اكتسب أهمية بسبب تداعياته، وأصبح موضوعاً مثيراً للجدل في إيران.

بعض التصرفات المسيئة حيال الأفغان، والأحكام الخاطئة عن المهاجرين الأفغان سببها خيانة قلة قليلة ممن دخلوا إيران بطريقة غير قانونية في السنوات الأخيرة بعد وصول "طالبان" إلى السلطة، والأهم من ذلك، التداعيات الاقتصادية لطرد الأفغان الذين يشكلون جزءاً كبيراً من العاملين في الخدمات مثل الحراسة وأعمال البناء، وهي من أبرز المواضيع المثيرة للخلاف بشأن طرد الأفغان.

 

3 موجات 

لتوضيح المسألة، يجب العودة إلى الماضي. يعود تاريخ الوجود الكبير للأفغان في إيران إلى السنوات التالية للثورة الإيرانية، ويمكن تحديد ثلاث موجات رئيسية للهجرة: الموجة الأولى بدأت مع الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979، والموجة الثانية تزامنت مع الحروب الأهلية في أفغانستان بين عامي 1992 و1996، أما الموجة الثالثة والأضخم حتى الآن فبدأت مع عودة "طالبان" إلى السلطة عام 2021. 

وفقاً للإحصاءات الرسمية، دخل نحو مليون و600 ألف أفغاني إيران عبر الحدود الشرقية في السنة الأولى لحكم "طالبان"، وكان دخول معظمهم غير قانوني. ويعتقد بعض الخبراء الأمنيين أن معظم المتعاونين مع إسرائيل كانوا من هذه المجموعة الأخيرة.

بالطبع، لا ينبغي إغفال القرب التاريخي والثقافي والجغرافي والديني وحتى العرقي بين إيران وأفغانستان عند تحليل أسباب هجرة الأفغان إلى إيران. على سبيل المثال، يتحدث معظم الأفغان الفارسية، وهذا العامل كان له دور مهم في جذبهم إلى إيران وإقامتهم فيها.

لكن الهجرة الكبيرة ووجود اللاجئين الأفغان في إيران خلال الـ45 عاماً الماضية تسببا بتحديات عديدة. الضغط السكاني ونقص الإسكان، والاستخدام الواسع للخدمات الصحية والتعليمية والإعانات الحكومية، وتقليص فرص العمل للعمال الإيرانيين، وهي بين العوامل التي تسببت دائماً بتوترات بين المهاجرين الأفغان والإيرانيين، لكن القلق الأمني أضيف إليها أخيراً.

في إيران، هناك وجهات نظر مختلفة عن الطرد الواسع للأفغان وبعض التصرفات العنيفة حيالهم. يطالب بعض الأفراد والمجموعات باحترام الحقوق الإنسانية للأفغان مع الأخذ في الاعتبار كل تداعيات طرد هذه الجالية الكبيرة من إيران. 

على سبيل المثال، اتهم اتحاد الكتاب الإيرانيين الحكومة الإيرانية بالانحياز ضد الأفغان، منتقداً التصرفات العنصرية معهم. وطالب 1300 صحافي وفنان إيراني وأفغاني في بيان الحكومة الإيرانية بوقف سياسات التخويف من الأفغان والطرد الجماعي للمهاجرين على الفور.

وفي الأيام الأخيرة، نُشرت تقارير  عدة تتعلق بالأفغان المرحّلين وتثير مخاوف على حياتهم في ظل حكم "طالبان" في أفغانستان، التي تعارض تعليم النساء والفتيات وعملهن، بالإضافة إلى نقص العمل والإسكان، وهي مشكلات يواجهها المهاجرون الأفغان عند عودتهم إلى بلادهم.

ويعتقد العديد من الأفغان والإيرانيين أن الأفغان كانوا دائماً أصدقاء للشعب والحكومة الإيرانيين، بل ساهموا خلال الحرب الإسرائيلية في تحديد العناصر الإرهابية والمخربة بالتعاون مع الشعب وأجهزة الأمن الإيرانية. وإذا كانت هناك قلة قليلة تعاونت مع إسرائيل، فلا ينبغي أن يُعمّم هذا الاتهام على ملايين الأفغان المسالمين الذين يرغبون في الأمن والاستقرار في إيران.

وكتب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة: "الآن وقد عزمت السلطات الإيرانية على طرد الأفغان طرداً واسعاً، من الضروري أن يتم هذا الإجراء من دون إهانة وباحترام المبادئ الإسلامية والإنسانية. على سبيل المثال، طرد النساء والفتيات والأطفال من دون رجال العائلة يتعارض مع حقوق الإنسان. كما أن طرد العمال الأفغان الذين لم يتلقوا أجورهم من أصحاب العمل، والمرضى الذين تعتمد حياتهم على العلاج في إيران، هو قسوة وليس مجرد طرد".

وحذر آخرون من أن استخدام القوات العسكرية والشرطة العنف في الطرد قد يؤدي إلى أن يحمل كل مهاجر أفغاني معه الى بلاده جبلاً من الغضب والكراهية والحقد ضد إيران، وقد يُستخدم ذلك في المستقبل ضد إيران إلى جانب حكومة "طالبان" التي لا تربطها علاقات جيدة بالجمهورية الإسلامية. في هذه الحالة، لن تستطيع إيران، حتى مع مئات السفراء والوسائط والمستشارين الثقافيين، أن تتحدث عن ثقافة وقوة وشعب وخدمات ودين وطيبة وأواصر الحضارة المشتركة.

في الوقت نفسه، يدعم معارضو وجود المهاجرين الأفغان في إيران سياسة تكثيف طردهم، بحجة أنهم كثيرون، ومصاريفهم اليومية كبيرة، ووجودهم في طوابير المخابز ووسائل النقل العامة لا يرضي بعض الإيرانيين في المدن. البطالة مرتفعة في إيران، والأفغان يأخذون فرص العمل من العمال الإيرانيين، كما أن عملهم بأجور مخفوضة خفض معدلات الأجور وقلل دخل الطبقة العاملة الإيرانية. ويستفيد الأفغان من الإعانات الحكومية التي تُموَّل من ضرائب الشعب الإيراني، مثل دعم الخبز، المواد الغذائية، المياه، الكهرباء، والغاز. كما أن موجة الهجرة الجديدة زادت الإيجارات وأسعار الإيجارات، ما ضيّق الخناق على المستأجرين الإيرانيين.

ويمكن القول إن سياسة طرد الأفغان غير الحاصلين على تصاريح إقامة في إيران ستستمر بقوة، وربما بعد طرد مليوني مهاجر غير شرعي، ستتوجه الحكومة الإيرانية نحو الستة ملايين أفغاني الحاصلين على إقامة قانونية لتقليص عددهم أيضاً، لكن الواقع أن هذه  السياسة تواجه تحديات ومعوقات كبيرة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق