نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"المتحف الملكي" الزحلي... وسيرة الكاهنَيْن الشُجاعَيْن! - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 06:43 صباحاً
ايجي سبورت - "المتحف الملكي" في زحلة، هو متحف بمستوى عالمي، تابع لمطرانية سيدة النجاة. تم تدشينه في نيسان 2021، وأُعيد افتتاحه في نيسان 2024، بعد إدخال كل "النواقص عليه، من شروحات وتفسيرات، ليرتقي إلى مصاف المتاحف العالمية"، على ما يقول المسؤول الإعلامي في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع، للروم الملكيين الكاثوليك، خليل عاصي.
وقد أضاف خلال جولة للإداريين والتربويين من مدرسة "المُخلّص" – بدارو، في أرجاء المتحف: "تم التعاون في هذا المجال مع السفارة النمساوية في بيروت، وكذلك مع جمعية (بلادي) التي أعادت ترتيب المتحف مُجددا، وأضافت إليه الشروحات اللازمة. فلماذا السفارة النمساوية تحديدا؟
تُفيد المعلومات، بحسب منشور صادر عن المطرانية الملكية في هذا الشأن، بأن القرن التاسع عشر، الذي شكّل "عصر الاكتشافات"... اتسم أيضا بتسابُق القوى الغربية للحصول على مَوْطئ قدم في السلطنة العثمانية... ووسط هذا السباق، تدور أحداث قصة "الكاهنين الشُجاعين"، موسى وفيليبوس اللذين كلفهُما رئيس أساقفة زحلة للروم الملكيين الكاثوليك، بالسفر إلى أوروبا، وتحديدا إلى روما والإمبراطورية النمساوية، اللتين جمعتهما علاقات تاريخية مع الكنيسة الملكية، بهدف تأمين الدعم المادي لبناء مدرسة جديدة في زحلة.
وترتكز القصة على يوميات رحلة الأبوين التي يصفان فيها أوروبا في العام 1850، ولقاءاتهما مع بعض أبرز الشخصيات التي ساهمت في رسم معالم أوروبا وكذلك العالَم.
لقد حظي الكاهنان بمُقابلة مع قداسة البابا بيوس التاسع، وحصلا على بركته الرسولية.
كما وكانت لهُما محطة حاسمة في فيينا، قابلا خلالها الإمبراطور فرنسوا جويف، في 21 تشرين الأول 1850.
إستمع ""القيصر" إلى مطالبهما، وقدم إليهما تبرُعا سخيا، لبناء الكنيسة والمدرسة. وأهداهُما ملابس كنسية باتت الآن معروضة في "المتحف الملكي".
ومن ثم توجه الكاهنان إلى بافاريا، حيث قابلا الملك ماكسيميليان الثاني الذي منحهُما الإذن بجمع التبرُعات في مملكته.
وأما خارطة الطريق الذي سلكه الكاهنان، فهي في رُكن من أركان "المتحف الملكي"، وهي تُشير في وضوح إلى الدُروب التي سلكاها ذهابا وإيابا، في المهمة الموكلة إليهما...
كما ويختزل "المتحف الملكي" في زحلة، إرث الروم الملكيين الكاثوليك في لُبنان، وجزءا من تاريخ مدينة زحلة، في سهل البقاع الواسع.
وكذلك ارتبط الروم الملكيون الكاثوليك، بمدينة زحلة، مُنذ نشأتها، في بداية القرن الثامن عشر. وقد أضحَت مدينتهم الأبرز في المنطقة، حتى أن المطرانية الملكية الحالية تأسست في زحلة في العام 1727.
وتتناول الأيقونات المعروضة داخل المتحف، مواضيع مُختلفة كيسوع المسيح الضابط الكل، ووالدة الإله، وغير ذلك...
ويعود مُعظم هذه الأيقونات، إلى القرن العشرين، كما وإنها تُعتبر في الدين المسيحي تجسيدا حسيا للإيمان. وقد كُتبت لتكون الصلة بين الإنسان والإله المُتجسد.
وتُكتب الأيقونات على خشب، تبعا للقواعد التقليدية، التي تُمكنها من احتواء المفاهيم الروحية ونقلها. فتبدو الوجوه مستنيرة، من وهج النور الداخلي!.
وكذلك يحتوي المتحف، مجموعة من الأدوات الإفخارستية التي كانت تُستخدم، عبر السنين، في كنيسة مطرانية الملكيين في زحلة. وهي تضم أدوات إفخارستية ذات صلة بذاكرة زحلة، كشُعاع القربان الذي استُخدم حين تفشى وباء الطاعون في المدينة، في العام 1825. وكذلك الأدوات المُقدسة التي ترك الانفجار الذي تعرضت له المطرانية، خلال الحرب الأهلية في لبنان في العام 1987 آثاره البينة عليها!.
كما وفي المتحف أيضا، مجموعة من الألبسة الكهنوتية الخاصة بالأساقفة. وهي تُجسد رمزية روحية عميقة، تفصل الكاهن عن شخصيته الدنيوية، وتمنحه بُعدا مُقدسا. ويتألف لباس الأسقف من اثنتي عشرة قطعة، تُعرض كُلها في المتحف، وهي هدية من إمبراططور النمسا فرنسوا جوزيف الأول، الذي كان قدم حلة كهنوتية بيضاء، موشاة بالذهب، إلى مطران الروم الملكيين الكاثوليك، في منتصف القرن التاسع عشر.
على مساحة 500 متر، يمتد "المتحف الملكي"، وقد أُدرج على لائحتي المتاحف العالمية والأماكن السياحية في لُبنان.
عاصي
عن الهدف من إقامة المتحف، يقول المسؤول الإعلامي في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع، للروم الملكيين الكاثوليك، خليل عاصي، إن "الغاية منه إتاحة إمكان مُعاينة المُؤمنين والمُهتمين، كُل الموجودات، "كي لا تبقى داخل الخزائن... كما وأن الغاية أيضا، أن تتعرف الشبيبة على تاريخ كنيستنا، وتراثها".
ويشير عاصي إلى "بدلات القداس" العائدة إلى المطارنة...
البدلة الأولى للمطران أفتيموس يواكيم الذي بقي لفترة طويلة في زحلة (من العام 1905 أو 1906 إلى أواخر ستينيات القرن الماضي). هو مَن بنى مستشفى تل شيحا، ومقام سيدة زحلة والبقاع.
وتُنعَت هذه البدلات بالـ "مُقصبة"، أي أنها مُطرزة بخيط القصب، وهي صناعة يدوية. وأما من طرزها فالراهبات الباسيليات الشويريات في زوق مكايل (كسروان).
ويُكمل عاصي عرضه لموجودات المتحف، مشيرا إلى البدلة الثانية العائدة إلى المطران يوحنا بسول، وهو من خَلَف المطران يواكيم، في سبعينيات القرن الماضي.
وإلى جانبها بدلة زرقاء، هي خاصة المطران أغُسطينوس فرح الذي خَلَف المطران بسول في الثمانيات.
ومنها ينتقل عاصي في شرحه إلى "مجموعة واسعة من الأيقونات، القديمة منها والحديثة، وعلى أسفل كُل منها شرح توضيحي...
غير أنه ركز على أيقونة أُوكرانية، تُسمى "سنكسارًا"، والمقصود بها أنها تُحدد، على مدار السنة، أعياد قديسي الكنيسة الكاثوليكية...
وبالتالي، يحتوي "السنكسار"، رزنامة أعياد القديسين. وفي أعلى كُل جزء من الأيقونة إسم القديس ويوم عيده...
سرحت أُفكر في أهمية أن يتأمل الإنسان، كُل يوم، بفكرة ذات صلة بسيرة صالحة، في مُجتمع لاهث وراء المادة والتكنولوجيا المُتفلتة من كُل رادع خُلُقي.
إن المشكلة ليست في التكنولوجيا، بل في تصرف الإنسان الهارب إلى الأمام من إنسانيته!.
0 تعليق