نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شراء ألمانيا أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا... ماذا عن "أميركا أولاً" في أجندة ترامب؟ - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 06:43 صباحاً
ايجي سبورت - تستعد الحكومة الألمانية لإتمام صفقة لشراء أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت" من الولايات المتحدة بهدف نقلها إلى أوكرانيا، في خطوة قد تكون الفرصة الوحيدة المتبقّية للقوات الأوكرانية للتصدّي للصواريخ الباليستية الروسية، التي تصاعدت هجماتها في الأسابيع الأخيرة، مما يُنذر بعواقب وخيمة.
تأتي هذه التطورات في وقت أعلنت الولايات المتحدة وقف شحنات الأسلحة والذخيرة إلى كييف، قبل أن تتراجع وتبدي استعدادها للسماح بشحنات دفاعية فقط. فهل يكفي الدعم الألماني السخيّ لتعويض التردد الأميركي في مساندة أوكرانيا، في ظل عودة شعار ترامب الشهير "أميركا أولاً" إلى الواجهة؟
تحوّل لصالح الكرملين
بينما تطالب واشنطن الدول الأوروبية بمزيد من الالتزام في الدفاع عن القارة، تشير تقارير خبراء عسكريين إلى أن أي تأخير في تسليم الأسلحة الفعّالة لأوكرانيا – خاصة في ظل النقص الواضح في الذخائر وصواريخ الدفاع الجوي، وتضرّر العديد منها خلال المعارك – لن يؤدي إلا إلى تسريع الاندفاعة الروسية في الحرب والإرهاب. وقد أفادت بيانات رسمية بأن روسيا أطلقت 5000 طائرة مسيرة وصاروخ خلال شهر حزيران/يونيو الماضي وحده، مما يشكّل تحوّلاً خطيراً يصبّ في مصلحة الكرملين.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور كارلو ماسالا، الخبير الأمني في جامعة الجيش الألماني في بافاريا، في مقابلة مع القناة الثانية الألمانية "ZDF"، إن من الضروري الضغط على ترامب من أجل تأمين شحنات الأسلحة لكييف، حتى لو تم ذلك عبر صفقات، رغم تبرير واشنطن لتوقف الإمدادات موقتاً بسبب مخاوفها من انخفاض مخزوناتها؛ وهو ما وصفه ماسالا بالأمر الذي "يصعب تصديقه".
وتسلمت أوكرانيا حتى الآن ستة أنظمة باتريوت متكاملة من شركة "رايثيون" الأميركية المصنعة، بينها ثلاثة أنظمة قدّمتها ألمانيا.
التمويل الألماني... لا مشكلة
أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، أخيراً، أن هناك مشاورات مكثفة لتوفير صواريخ باتريوت مضادة للطائرات، في ظل تصاعد الهجمات الروسية.
ويعتبر الباحث السياسي توماس برغمان، في حديث مع "النهار"، أن تمويل هذه الصواريخ ومنصّات الإطلاق "لا يشكّل عقبة أمام برلين"، نظراً إلى أن البند الـ14 من الموازنة الألمانية يغطّي المساعدات المقدّمة لأوكرانيا ضمن إطار الإنفاق الدفاعي، الذي تم استثناؤه من قيود الديون. ويؤكد أن "الاشتراكيين"، وهم شركاء في الائتلاف الحاكم، وكذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيتعيّن عليهم الموافقة على مثل هذه الخطوات في حال عودة الائتلاف إلى الحكم.
يشير برغمان إلى أن كل حرب تستند إلى ثلاثة عناصر حاسمة: التمويل، التسليح، والموارد البشرية، وهي العناصر التي تعاني أوكرانيا من نقص فيها حالياً، مما يحتم استمرار الدعم الأوروبي لتفادي توسّع الخطر. ويلفت إلى وجود إجماع بين الخبراء على أن أوكرانيا تدافع عن أوروبا بوجه "إمبريالية فلاديمير بوتين"، مضيفاً أن دولاً أوروبية عديدة تسعى للحصول على صواريخ "باك 3" المتطورة المضادة للطائرات، والقادرة على تدمير الصواريخ الباليستية الهجومية.
صفقة ضخمة ومصنع جديد
سمحت الولايات المتحدة لألمانيا بطلب ما يصل إلى 600 صاروخ باتريوت بقيمة تقارب الـ5 مليارات يورو، إضافة إلى أربعة أنظمة كاملة تشمل الرادارات ومنصات الإطلاق والذخيرة وقطع الغيار، ستسلّم على مراحل حتى عام 2030. وتبلغ تكلفة نظام "باتريوت" الكامل أكثر من مليار يورو.
وبحسب معهد "كيل" للاقتصاد العالمي، تجاوز حجم المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا المساعدات الأميركية، إذ بلغت 72 مليار يورو مقابل 65 مليار يورو من الولايات المتحدة، بعدما زادت دول أوروبا من دعمها النوعي اعتباراً من نيسان/أبريل الماضي.
أمن أوروبا على المحك
يشير مراقبون إلى أن محدودية قدرات الإنتاج والطلب المرتفع على "باتريوت" يجعلان من الصاروخ نفسه العنصر الأهم في هذه المرحلة. وتواجه أوكرانيا مخاطر متزايدة جراء الهجمات الروسية المكثفة، في ظل تقارير استخباراتية ألمانية وهولندية تفيد بأن موسكو وسّعت نطاق استخدامها للأسلحة الكيميائية، بما فيها "الكلوربكرين"، وهي مادة خانقة تُستخدم في الأماكن المغلقة، مما يهدد أوروبا والعالم ولا يقتصر على أوكرانيا فقط.
لذا، يرى مراقبون أن برلين ملزمة، بحكم الضرورة، بالإسراع في توريد أنظمة "باتريوت" وأسلحة من مخزونات الجيش الألماني نفسه.
وفي ظل هذه المعطيات، ومع تصريح المستشار فريدريش ميرتس بأن "كل وسائل الديبلوماسية تستنفد عندما يستخدم نظام إجرامي القوة العسكرية للتشكيك في حق دولة في الوجود"، خلصت تحليلات إلى وجود وسائل عديدة لسدّ النقص في ترسانة كييف، منها الاستمرار في توريد أنظمة "إيريس – تي" الألمانية التي أثبتت فاعليتها، رغم أنها مصمّمة للمدى القصير والمتوسط، ومدافع "غيبارد" المضادة للطائرات والطائرات المسيّرة، إضافة إلى صواريخ "تاوروس" البعيدة المدى، والتي يُرجّح أن تكون محلّ نقاش خلال لقاء متوقع في روما هذا الأسبوع بين ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس وضع في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حجر الأساس لمصنع جديد لصواريخ "باتريوت" تابع لشركة MBDA في مدينة شروبنهاوزن، والمتوقع أن يبدأ الإنتاج عام 2026 بطاقة تقارب الـ 1000 صاروخ سنوياً. وكان زيلينسكي قد طالب سابقاً بـ25 وحدة "باتريوت" متكاملة، تضم كلّ منها مركز التحكم بالرمي، ومنصة إطلاق، ورادارات، وعدداً كافياً من الصواريخ الدفاعية.
0 تعليق