نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
برقيّة إلى فيروز - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 09:43 صباحاً
ايجي سبورت - ريمي سيمون الحويك
يا صوتاً خرج من صدر الوطن ليرتدّ إليه مثل دعاء،
يا ظلّ أرزةٍ نبتت في حنجرة امرأة فصارت وطناً.
لبنان اليوم لا يفتقد صوتك فقط، بل يحتاجه، نحن لا نطلب طرباً بل نحتاج إلى لحظة تُنصت فيها البلاد إليكِ، إلى "ساحة سَلام" تجمع اللبنانيين تحت ظلّك لا تحت راياتهم. لا نريد بياناً، ولا عودة إلى المسرح، ولا لقاءً صحافياً، نريدك فقط أن تظهري، ولو لمرة، وتهمسي بكلمة واحدة، كما همستِ في "سكن الليل"، علّ لحظة فيروزية واحدة تبدّد الحقد وتذيب الألم.
وحدكِ يا فيروز، من بوسعها أن تغني "أنا لا أنام" فيصحو الضمير، أن تهمسي "بحبك يا لبنان" فتخجل الكراهية، أن تصدحي بـ"بيقولوا زغيّر بلدي" فيكبر فينا الأمل.
أنتِ التي جعلت من المسرح بيتاً للوطن، بلا أكثرية ولا أقلية، بلا طوائف ولا إنقسامات، فقط لبنان. لبنان الذي يلتقي كل صباح على صوتك في الراديو، في السيارة، في الصلاة، في الرغيف، في النفَس.
يا فيروز، الوطن لا يريد صوتك بل هو بحاجة إليه، والحاجة يا سيدتي ليست رفاهية، إنها ضرورة، إنها صرخة، إنها رجاء، إنها له العلاج.
في زمنٍ تتسابق فيه الدول إلى التطور، وتغوص الشعوب في بحور التكنولوجيا والمراكز الرقمية، في زمن يُقاس فيه الإنسان بعدد العملات، وعدد المتابعين، وعدد النقرات، نقولها بملء اليقين، كل هذا العالم، بكل ما فيه من نفطٍ ومياه، من عملاتٍ رقمية وأرصدةٍ إفتراضية، من ذكاء إصطناعيّ ومجرّات رقمية... لا شيء يضاهي صوتك.
كل تلك الإختراعات تُستهلك، تضعف، تصعد وتهبط، ترتفع وتنهار في بورصات وهميّة، أما صوتك فلا يحتاج إلى تحديث ولا إلى شبكة ولا إلى ترجمة ولا إلى كلمة سر، هو الكنز الوحيد الذي لا يعترف ببورصة، ولا يُباع ولا يُشترى، ولا تُحدّد قيمته بحسابات العرض والطلب، هو كنزٌ إلهي، هبط على أرض لبنان، ليُكتب في تاريخه، ويُغنّى في روحه، ويُروى في ترابه.
لا أبحث عن أناقة المفردة،
ولا عن براعة السجع،
ولا أهاب ردة فعل قارئٍ قد يلومني على التوسل،
أنا على يقين أن ما أشعر به،
ما أقوله هنا،
هو في قلب كل لبناني وعقله،
يا فيروز،
نحن لا نناشدكِ، نحن نتوسلكِ،
نحن لا نكتب إليكِ رسالةً أدبية، نحن نصرخ من أعماق بلدٍ يحتضر،
عودي يا سيدة الزمن النقي،
عودي يا من جعلتِ من المسرح وطناً ومن الأغنية أرزةً،
عودي وقولي لنا ان لبنان لا يزال هنا.
عودي ولو للحظة،
غنّي ولو همساً،
"في أمل... إيه في أمل"، يمكن يصير في شي، يمكن يضوي الليل… يمكن.
وأخبّرينا من جديد،
عن قصة "زغيرة كتير"… صار فيها حب كبير،
قصة إسمها لبنان.
بيروت ترتّل لك "أنا الأرض الحزينة"، ومن غيرك فيروز يعزّيها!
عودي ولو للحظة.
غنّي ولو همساً.
0 تعليق