تجربة السكن في دير بوذي بنيبال - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجربة السكن في دير بوذي بنيبال - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 09:03 صباحاً

ايجي سبورت - يختار كثير من المسافرين التوجه إلى نيبال بحثًا عن المغامرة أو المناظر الطبيعية الخلابة، لكن تجربة السكن في دير بوذي تقدّم نوعًا آخر من الرحلات، يتمثل في التعمق بالسلام الداخلي والانغماس في نمط حياة الرهبان البوذيين. فالإقامة في أحد الأديرة المنتشرة في ضواحي كاتماندو، خصوصًا في منطقة بودهاناث، لا تقتصر على المبيت، بل تشمل مشاركة الرهبان في طقوسهم اليومية، وتعلُّم أساسيات التأمل والإنصات للصمت.

في كل صباح، يستيقظ المقيمون في الدير مع أذان الطبول وأصوات التراتيل، ليبدأ يومهم بجلسة تأمل جماعية. هذه اللحظات، رغم بساطتها، تشكّل مدخلًا عميقًا نحو صفاء ذهني قد يصعب الوصول إليه وسط صخب الحياة اليومية. وقد لا يجد الزائر وسائل الراحة الفندقية المعتادة، لكن سيجد بديلًا عنها في الصفاء الروحي والتواصل مع الذات.

مشاركة الحياة اليومية مع الرهبان

تتضمن التجربة كذلك تناول الوجبات البسيطة المعدّة في مطبخ الدير، والمشاركة في تنظيف المساحات، والمساعدة في بعض الأعمال اليومية. الرهبان يرحبون عادة بالزوار الراغبين في التعلم أو التطوع، ويحرصون على نقل فلسفة البوذية بشكل عملي بعيدًا عن التعقيد. لا تُفرض على الزائرين أي معتقدات، بل يُشجَّعون على خوض التجربة بتجرّد وفضول.

وقد يجد بعض الزوار صعوبة في التأقلم مع نظام الحياة المنضبط، أو التقاليد الصامتة التي تسود المكان. إلا أن ذلك يشكل جزءًا من الجوهر الحقيقي لهذه الرحلة: الخروج من نمط الحياة السريع، والدخول في حالة من التوازن مع الإيقاع الطبيعي للعالم. يستغرق الأمر أحيانًا أيامًا حتى ينسجم العقل مع هذا النمط الجديد، لكن النتيجة غالبًا ما تكون شعورًا بالسلام والامتنان.

أكثر من إقامة: اتصال إنساني وتجربة لا تُنسى

لا تكتفي تجربة السكن في دير بوذي بترك الأثر في اللحظة ذاتها، بل تبقى محفورة في الذاكرة لسنوات طويلة. فهي تتيح للمسافر فرصة حقيقية لمراجعة مفاهيم كثيرة، مثل معنى الرفاهية، والرضا، والبساطة، وحتى الوقت نفسه. في جو خالٍ من الإشعارات والتقنية، يصبح لكل لحظة طعم خاص، ولكل فعل قيمة.

وما يجعل هذه التجربة أكثر عمقًا هو ارتباطها بالهوية الثقافية والدينية للنيباليين. فالرهبان لا يمثلون طيفًا من الماضي، بل هم حاضر حي ومتجدد، يفتح أبوابه للزوار الراغبين في فهم الحياة من منظور مختلف. السكن في دير ليس مجرّد ليلة عابرة، بل هو دعوة للتأمل، والاستكشاف، وإعادة بناء العلاقة مع الذات والعالم.

إذا كنت تبحث عن تجربة سفر تتجاوز الصور والمناظر، وتصل إلى عمق الشعور الإنساني، فالسكن في دير بوذي في نيبال هو الخيار الأمثل. إنها رحلة للداخل أكثر من كونها رحلة للخارج، تمنحك فرصة نادرة للتوقف، للتأمل، ولتذوّق الحياة بإيقاع أبطأ وأكثر صدقًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق