ايجي سبورت - يحتفل متحف جاير أندرسون، الواقع في حي السيدة زينب بالقاهرة، اليوم الموافق 17 من يوليو، بمرور 82 عامًا على افتتاحه. ويأتي هذا الاحتفال عبر تنظيم مجموعة من المعارض الأثرية والفنية وورش العمل التعليمية والتثقيفية التي تستهدف شتى الفئات العمرية من الزوار. ويلعب المتحف دورًا مهمًا في تعزيز الوعي الأثري والثقافي وربط الزائرين بالموروث الحضاري الغني لمصر.

وفي سياق هذا الحدث، أشار الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أن هذه الفعاليات تمثل فرصة قيمة لإبراز مقتنيات المتحف النادرة، وجذب الزوار من مختلف الأعمار، فضلاً عن تعزيز دور المتحف كمؤسسة تعليمية ومجتمعية نشطة.

ومن جانبه، أعلن مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن الاحتفالية تتضمن ثلاثة معارض رئيسية، أبرزها المعرض الأثري المؤقت بعنوان “أصل وصورة”، الذي سيستمر لمدة 15 يومًا في قاعة العرض المؤقت بالمتحف، ويضم مجموعة مختارة من أبرز مقتنيات المتحف، مثل تمثال للإلهة “باستت” من الدولة القديمة، وسيف مزخرف بآيات قرآنية، ورأس للملكة “نفرتيتي”، وعصا تحمل نقوشًا إيرانية، وعناصر نادرة أخرى.

كما أكدت مرفت عزت، مدير عام متحف جاير أندرسون، أن الفعاليات تتضمن أيضًا معرضًا فنيًا بعنوان “إبداعات تسويقية”، بالتعاون مع قسم التسويق بالمتحف، الذي يبرز أعمال المتدربين في مجالات التصوير الفوتوغرافي، والتصميم الجرافيكي، والكتابة الإبداعية، والتوثيق التاريخي.

وأنجز المعرض مجموعة من المطبوعات الخاصة بالأعمال المقدمة، بما في ذلك سلسلة محتوى قصير بعنوان “أسرار من بيت الكريتلية”، التي تتناول غرف وزوايا المتحف، بالإضافة إلى حملة فنية تفاعلية تعتمد على مشاركة الجمهور بآرائهم في الصور المعروضة، مما يعزز الرابط الشخصي بين الزائر والمكان.

ومن ضمن المعرض، يُعرض مشروع بصري بعنوان “ليلة في بيت الكريتلية”، الذي يقدم تجربة الزيارة الليلية للمتحف، ويجمع بين التصوير الفني والإضاءة التراثية لإبراز الطابع الروحي والتاريخي للمنزل.

وتختتم الفعاليات بمعرض للمنتجات الفنية اليدوية من إنتاج قسم الورش بالمتحف، الذي يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الماركتيري والخيامية والمكرمية.

يقع متحف جاير أندرسون، المعروف أيضًا باسم “بيت الكريتلية”، في ميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب، ويتكون من منزلين يعود تاريخهما إلى العصر العثماني. المنزل الأول يعود للمعلم عبد القادر الحداد الذي أنشأه عام 1631، والآخر أنشأه الحاج محمد بن سالم بن جلمام الجزار عام 1540. يتميز المنزلان بمزج عناصر العمارة من العصرين المملوكي والعثماني، وقد سُميا باسم “بيت الكريتلية” نسبةً إلى آخر أسرة سكنت فيهما.

تقدم الضابط الإنجليزي جاير أندرسون باشا بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية في عام 1935 لاستئجار المنزلين بهدف ترميمهما وتأثيثهما على الطراز الإسلامي، مع عرض مجموعته الأثرية التي تضم مقتنيات مصرية قديمة وإسلامية. تحولت هذه المنازل إلى متحف يحمل اسمه، ليكون وجهة ثقافية وتعليمية بارزة.

يتكون المتحف من 29 قاعة تتميز بأسقفها الخشبية المزينة بالزخارف النباتية والهندسية، ويحتوي أيضًا على مجموعة من القاعات المتخصصة تعرض أثاثًا يعكس الطراز التاريخي لكل فترة، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات الذي تتبع عمارة المنزل.