خاص – الأردن 24

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نصال أبو زيد أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تثبت قدرتها على دمج البعد الإعلامي مع البعد العملياتي، في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى إرباك العدو وإظهار هشاشته على الأرض، خاصة في المناطق التي يزعم السيطرة عليها بينما لا تزال المقاومة تنشط فيها بفعالية.

وأوضح أبو زيد في تصريح خاص لـ"الأردن 24" أن المشاهد المصورة التي بثتها المقاومة، يوم الجمعة، تؤكد صدقية خطابها الإعلامي، مشيراً إلى أن العملية التي نُفذت في منطقة "بطن السمين" غرب خان يونس كانت قد أُعلن عنها مسبقاً، وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الثقة والتنظيم، بالإضافة إلى القدرة على توظيف الأرض والبيئة الميدانية لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال.

وأضاف أن العملية أظهرت بُعداً استخبارياً متقدماً من خلال رصد طرق تحرك القوات الإسرائيلية وزرع العبوات الناسفة في ممرات يُتوقع استخدامها، ما يدل على تخطيط دقيق ومعرفة واسعة بتكتيكات العدو وتحركاته.

وفي سياق متصل، تطرق أبو زيد إلى ما تم تداوله حول نية رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، تقديم استقالته، معتبراً أن هذه الأنباء – إن صحت – تشير إلى أزمات داخلية عميقة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهي تكرار للسيناريو ذاته الذي دفع سلفه، هرتسي هاليفي، إلى الاستقالة في وقت سابق.

ويرى أبو زيد أن هذا النوع من الخلافات بين المستويين العسكري والسياسي يعكس حجم التوتر داخل منظومة اتخاذ القرار في دولة الاحتلال، خاصة في ظل استمرار الخسائر الميدانية وعدم تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة.

وختم بالقول إن المقاومة اليوم تمتلك أدوات متعددة للمواجهة، من بينها الإعلام والتخطيط الميداني والتكتيك الاستخباري، بينما تتآكل ثقة الجنود الإسرائيليين بقيادتهم وسط بيئة عدائية لم تعد آمنة لهم حتى بعد قصفها وتدميرها.